عبدالخالق إبراهيم: خطة لتحويل «وسط البلد» لمركز ثقافى سياحى للقاهرة الكبرى


الاحد 13 سبتمبر 2020 | 02:00 صباحاً
اشرف العمدة

كشف الدكتور عبدالخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشئون الفنية، عن وجود خطة لتحويل «وسط البلد» لتكون مركزًا ثقافيًا سياحيًا للقاهرة الكبرى، مع إسناد إدارة المشروعات التى سيتم تطويرها لشركات متخصصة، موضحًا أن الخطة تشمل القضاء على المقرات الخاصة بالمخازن والاستعمالات الأخرى التى لا تتناسب مع قيمة وسط القاهرة، فيما تقوم شركة سيتى إيدج بتسويق الفرص الاستثمارية بمنطقة مجرى العيون والفسطاط والمناطق التجارية والمرحلة الأولى من ممشى أهل مصر.

وأضاف إبراهيم، فى حواره مع «العقارية»، أن هناك تعاونًا مع UN-Habitat لتنفيذ تجربة عمل مسار للدراجات بشارعى طلعت حرب وقصر النيل، بالتزامن مع تطوير ميدانى طلعت حرب ومصطفى كامل.

وأشار إلى أن أبرز المشروعات الخاصة بمجرى العيون تتضمن مطاعم وكافيهات محلية وأسواقًا للذهب والفضة، مع البدء فى تطوير المحاور الرئيسية المؤدية لمنطقة هضبة الأهرامات، وتنفيذ المرحلة الأولى من مشروع جزيرة الوراق على مساحة 70 فدانًا بتكلفة مليار جنيه، موضحًا أن هناك خطة لتطوير 17 جزيرة نيلية، تتضمن المرحلة الأولى منها 4 جزر، فإلى نص الحوار..   

** بداية.. ما خطة وزارة الإسكان فى تطوير منطقة القاهرة التاريخية؟

* القاهرة الكبرى عانت من مشكلات كبيرة تتعلق بالعمران، أهمها صعوبة التنقل من منطقة لأخرى، وتعد من أكثر المدن ازدحامًا، فضلًا عن المناطق العشوائية وغير الآمنة والتى تغطى مساحة ليست بالقليلة، بالإضافة إلى تدنى أحوال المناطق ذات القيمة المتميزة، أضف إلى ذلك الإهمال الجثيم الذى أحل بالمبانى التراثية والاثرية بمناطق القاهرة الإسلامية والخديوية، لذلك وضعت القيادة السياسية خطة طموح؛ للتصدى لتلك الظواهر، من خلال إنشاء شبكات طرق جديدة ومحاور ربط؛ لتخفيف الزحام من منطقة وسط القاهرة، وأيضًا البدء فى تنفيذ منظومة متكاملة من النقل الجماعى تربط بين المناطق بعضها البعض.

كما تتضمن خطة الدولة تطوير المناطق العشوائية وتطوير المناطق ذات القيمة الأثرية والتراثية، والتى تشمل الأهرامات والقاهرة الفاطمية والإسلامية ومنطقة كورنيش النيل، ففى القاهرة الإسلامية والتى تضم أشهر المعالم الأثرية والإسلامية، يتم التطوير بالتعاون مع الجهات الحكومية المختلفة بما فيها وزارة الإسكان متضمنًا الجوانب التشريعية والمؤسسية والتمويلية.

 وتتضمن خطة التطوير وضع خطة لإدارة المواقع التى يتم تطويرها وأيضًا حصر الفرص الاستثمارية لطرحها على القطاع الخاص، وقد تم تحديد الاحتياجات الأساسية لتلك المناطق لزيادة الدور السياحى للقاهرة، حيث يتم حاليًا تطوير المنطقة، كما سيتم منع تجول السيارات فى بعض شوارع القاهرة الإسلامية.

أما فيما يتعلق بالقاهرة الخديوية ومنطقة مربع الوزارات فسيتم نقل مقرات الوزارات تدريجيًا إلى العاصة الإدارية، وبالتبعية سيتم نقل الأنشطة الخدمية المرتبطة بالمقرات الحكومية مما يخلق فرصًا تنموية جديدة لوسط المدينة، حيث ستعيد عملية التطوير الحالية رونق وسط القاهرة إلى سابق عهده، وسيكون للمخازن والورش وتجارة الجملة أماكن بديلة خارج منطقة وسط البلد، كما أن هناك موشرات أولية تؤكد أنه يوجد طلب حقيقى لعودة الأنشطة التجارية والإدارية إلى المنطقة مرة أخرى، وباكورة تلك المشروعات تطوير ميدان التحرير ليتماشى مع حدث نقل المومياوات الذى تأجل بسبب ظروف كورونا.

وأؤكد أن الهدف من تطوير القاهرة الخديوية هو إعادة تنظيم استعمالات الأراضى، حيث يتم نقل الأنشطة غير المناسبة الموجودة بمنطقة وسط البلد إلى مناطق أخرى، كما نهدف لتحويل منطقة وسط البلد إلى مركز تجارى إدارى للقاهرة الكبرى، من خلال تخصيص مناطق متخصصة وظيفيًا، مع استقطاب الشركات الإدارية والفندقية الكبرى، ونقوم حاليًا بدراسة الحركة المرورية من خلال تحديد بعض المحاور للحد من الزحام داخل منطقة وسط البلد.

وأشير إلى أن هناك لجنة تقوم بحصر المبانى التراثية التى تجاوزت الأعمار الافتراضية لها، وتحديد المشكلات فيها وحلها، بالتنسيق مع الجهات المعنية بذلك، أبرزها شركات مصر لإدارة الأصول والإسماعيلية والصندوق السيادى، والذى يمتلك مقرات بوسط المدينة فضلًا عن المحافظة واتحاد بنوك مصر، كما نقوم حاليًا بدراسة زيادة أرصفة المشاه وتوفير بيئة مناسبة للحركة عليها.

** ماذا عن مشروع مسار الدراجات الذى سيتم تنفيذه بوسط البلد؟

* أؤكد أن هناك تجربة جديدة سيتم البدء فيها بالتعاون مع UN-Habitat، تتضمن عمل مسار للدراجات بشارعى قصر النيل وطلعت حرب كمرحلة أولى وربطها بنظام تحكم وشركة متخصصة فى إدارة المشروع، حيث يتم تخصيص حارة انتظار السيارات بتلك الشوارع؛ لتكون هى المسار الجديد للدراجات، وتتضمن المرحلة الأولى من شارع التحرير حتى ميدان طلعت حرب، ومن ميدان طلعت حرب حتى ميدان مصطفى كامل، ويتم حاليًا تحديد نقاط التمركز الخاصة بالمشروع.

** وماذا عن منطقة الأهرامات وما يطلق عليها القاهرة الفرعونية؟

* فيما يتعلق بمنطقة الأهرامات تستكمل وزارة الإسكان مع الجهات الأخرى حاليًا أعمال تنفيذ تطوير المحاور الرئيسية، التى تربط المنطقة بالمناطق المجاورة، بالإضافة إلى رفع كفاءة طرق المنصورية والمريوطية، بالتعاون مع بعض الجهات المعنية، بعد أن تم الانتهاء من تحديد المعالم التى بها تشوه بصرى لمعالجتها، فضلًا عن ربط تلك المنطقة بشبكة نقل جماعى، ومن أهمها شبكة الأتوبيس السريع PRT، وأيضا تنفيذ مشروع المترو (الخط الرابع) والمنوريل، مع تحديد الاستعمالات الخاصة بالأراضى المحيطة بمنطة الأهرامات والتى يلغب عليها الطابع الفندقى والسياحى، من خلال تنفيذ مجموعة كبيرة من الفنادق السياحية مختلفة الفئات.

** ماهى آخر مستجدات تطوير مشروع ممشى أهل مصر؟

* بالنسبة لمشروع ممشى أهل مصر على النيل بتنفيذ المرحلة العاجلة منه، فتقع من كوبرى 15 مايو حتى كوبرى روض الفرج، كما تم إضافة مرحلة جديدة جنوبًا حتى كوبرى أكتوبر وشمالًا حتى كوبرى الساحل علمًا بأنه جارٍ البدء فى أعمال التنفيذ فيها، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى قبل نهاية العام الجارى، فيما تم البدء فى أعمال تصميم المرحلة الثالثة من المشروع والممتدة حتى منطقة الروضة، كما تقوم الوزارة بإعادة تطوير المنطقة المباشرة لماسبيرو وتحديد آلية الاستفادة منها، على أن يتم تعميم المخطط على مستوى الجمهورية، وفقًا لمراحل تطوير الكورنيش بالتعاون مع الجهات الحكومية.

** ماذا عن مشروع ماسبيرو؟

* مشروع مثلث ماسبيرو يعتمد على تخصيص جزء منه للسكن البديل بالإضافة إلى المناطق الاستثمارية الأخرى، ولكن نظرًا لتعدد الملكيات الخاصة بالمنطقة والتى تصل لأكثر من 9 شركات، تقوم الوزارة بدراسة النموذج المناسب لتطوير باقى المنطقة والانتهاء منها خلال سنتين، وستشهد المرحلة المقبلة مفاوضات بين الدولة وأصحاب تلك الملكيات لتحديد آلية تطويرها، بعد أن انتهت الحكومة من وضع المخطط العام للمشروع، وبدء تنفيذ شبكات المرافق والطرق، وتنفيذ الوحدات السكنية للعائدين بإجمالى 1000 وحدة، ومن المقرر الانتهاء من تنفيذ منطقة السكن البديل فى يونيو 2021.

** ماذا عن مشروعى الفسطاط وميدان التحرير؟

* بالنسبة لمشروعى تطوير الفسطاط وميدان التحرير فهما مرتبطان بالحدث التاريخى الخاص بنقل المومياوات، فقد تم الانتهاء من تطوير ميدان التحرير، ويجرى الانتهاء من مشروع عين الصيرة بنهاية هذا العام والتى تتضمن أعمال التسويات واللاند سكيب الرئيسية ورفع كفاءة البحيرة بالكامل، وتتولى شركة سيتى إيدج تسويق المشروع بالفرص الاستثمارية المتاحة لطرحها على القطاع الخاص.

وبالنسبة لربط المتحف المصرى بمتحف الحضارة لنقل المومياوات فسيكون المسار من المتحف المصرى مرورًا بكورنيش النيل حتى بداية سور مجرى العيون وصولًا إلى منطقة الفسطاط ومنطقة متحف الحضارة، ويتم حاليًا رفع القيمة الجمالية للمسار وتحويله إلى مسار سياحى.

** وما آخر المستجدات الخاصة بمشروع تطوير سور مجرى العيون ونزلة السمان؟

* إجمالى المنطقة الخاصة بسور مجرى العيون تصل لنحو 90 فدانًا، يضم مجموعة من البازارات والمطاعم والكافيهات المحلية، وأسواق للذهب والفضة ومنطقة للتراث الثقافي، بالإضافة إلى منطقة سكنية مميزة، على أن يتم دراسة أنسب الطرق للاستفادة من الفرص الاستثمارية، ومن المقرر الانتهاء منها منتصف 2021، ولكن هناك بعض المعوقات يتم العمل على حلها و من أبرزها معالجات التربة.

أما فيما يتعلق بمشروع تطوير نزلة السمان، فهو ضمن المخطط العام لتطوير منطقة الأهرامات، ويتم حاليًا دراسة تطوير المحاور والطرق المؤدية إليها، أبرزها الطريق الدائرى وطريق المريوطية وطريق الإسكندرية الصحراوى وطريق المنصورية. 

وتتضمن عمليات التطوير توفير سكن بديل للأهالى، بالمنطقة الواقعة فى تقاطع طريق الفيوم مع طريق الواحات والمخصص لها موقع مميز على طريق الفيوم مقابل للمدخل الجديد لهضبة الأهرامات بإجمالى 1100 وحدة وفقًا للحصر المبدئى، على أن يتم الانتهاء منها فى يونيو 2021 إلا أن محافظة الجيزة وصندوق تطوير المناطق العشوائية تقوم حاليًا بعمل حصر شامل للأسر لتوفير وحدات سكنية بديلة لها، وتأتى منطقة سن العجوز هى المرحلة الأولى من مشروع تطوير نزلة السمان، والتى سيتم تطويرها وفقًا لطبيعة المكان خاصة كونها منطقة حرم أثرى.  

  ** ماذا عن مشروع تطوير جزيرة الوراق؟

* بدأت وزارة الإسكان فى صرف التعويضات النهائية للأسر، بالتزامن مع بدء إزالة المبانى التى لا تتناسب مع المخطط العام للمدينة، والتى تصل مساحتها نحو 1400 فدان، ويقوم استشارى المشروع بدراسة ربط الجزيرة بالمناطق المحيطة من خلال محاور مرورية، لتتناسب مع الكثافة السكانية المتوقعة بعد تطوير الجزيرة لتفادى الزحام المرورى، بالإضافة إلى تطوير العمران القائم، مع إزلة التعديات على حرم النيل، بالتزامن مع تطوير كورنيش النيل.

المرحلة الأولى من مخطط الجزيرة تبلغ مساحته قرابة 70 فدانًا، وتمثل أقل من 5% من إجمالى المساحة، وتقدر تكلفتها بنحو مليار جنيه، تضم 2000 وحدة سكنية للأسر العائدة، ومنطقة استثمارية فى المثلث، سيتم تحديد أسلوب طرحها على المستثمرين خلال المرحلة المقبلة، والمحطات الخاصة بالبنية الأساسية، وهذا بالتزامن مع أعمال الرفع المساحى والمفاوضات مع الأهالى، على أن يتم البدء فى تنفيذ أعمال المرحلة الأولى خلال أسابيع. 

وأشير إلى أن وزارة الإسكان لديها خطة لتطوير الجزر النيلية فى نطاق إقليم القاهرة الكبرى التى خرجت من نطاق المحميات الطبيعية، والتى تقدر بنحو 17 جزيرة، ولكن ما تم حتى الآن يشمل مقترحات لتطوير 4 جزر هى الوراق والذهب والقرصاية والديسمى، والتى تقع بالقرب من المعصرة بحلوان، وسيتم التعامل مع كل جزيرة حسب خصائصها البيئية، على أن يتم البدء فى تطوير تلك الجزر بعد الانتهاء من المرحلة الأولى بجزيرة الوراق.