36 مصنعاً جديداً بالروبيكي.. الدولة تواصل دعم «البراند المصري» في الجلود

تجهيز المصانع بالكامل بما يتناسب مع نشاط صناعة المنتجات الجلدية والصناعات المكملة بالمدين

توافر بنية تحتية حديثة وخدمات داعمة للتصنيع والتسويق والتدريب وإقامة المعارض المحلية والدولية

خطة لتحويل دباغة الجلود لصناعة عالمية باستثمارات 7.2 مليار جنيه وصادرات مستهدفة 300 مليون دولار

محمود سرج: الطرح يستهدف توطين وتحديث الصناعة عبر جذب الشركات العالمية

محمد مهران: إجمال المصانع المطروحة 100 مصنع والطرح المقبل سيشمل 30 مصنعا

استكمالا لجهود الدولة في دعم صناعة الجلود وفتح أسواق عالمية لها، لتحيقيق هدف « البراند المصري «، جاء الطرح الثاني للمرحلة الثالثة من مدينة الجلود بالروبيكي ، لتكون هذه المرحلة بمثابة قاعدة صناعية المنتجات الجلدية الفاخرة، ونقطة انطلاق لتصدير المنتجات النهائية والإكسسوارات والصناعات المغذية، بما يضمن استكمال حلقات «سلسلة القيمة» بداية من مرحلة الدباغة وصولًا إلى المنتج النهائي.

وقد راعت الدولة في تصميم المدينة ، تنوع المساحات لتلبية احتياجات مختلف الفئات الاستثمارية، حيث شمل الطرح مصانع بمساحات تبدأ من ١٢١ مترًا مربعًا وتصل حتى ٢٠٠٠ متر مربع، وتصل ارتفاعات الوحدات إلى ١٠ أمتار، مع إمكانية التقدم للحصول على أكثر من وحدة ودمجها وفقًا للطاقة الإنتاجية المستهدفة ،وتم تجهيز المصانع بالكامل بما يتناسب مع نشاط صناعة المنتجات الجلدية والصناعات المكملة، إلى جانب توافر البنية التحتية الحديثة، والخدمات الداعمة للتصنيع والتسويق والتدريب وإقامة المعارض المحلية والدولية.

وتأكيدًا على دعم الدولة للمستثمرين، وزارة الصناعة ، عقدت شراكة مع البنك المصري لتنمية الصادرات، لتوفير حزمة تمويل متكاملة تشمل تمويل شراء الوحدات بنسبة تصل إلى 90% من قيمتها ولمدة سداد حتى 10 سنوات، فضلًا عن تمويل الآلات والمعدات لفترة سداد تصل إلى 7 سنوات، مع تقديم دعم فني وتصديري للمصدرين والراغبين في النفاذ إلى الأسواق الخارجية ، كما يحصل المستثمرون بمدينة الجلود على حوافز إضافية مميزة، من أبرزها زيادة بنسبة 50% من برنامج رد أعباء الصادرات، وهو ما يعزز القدرة التنافسية للمنتجات المصنعة داخل المدينة ويمنحها ميزة تصديرية فريدة ، ويتاح التقدم للحصول على الوحدات بنظام الإيجار، حيث يقوم المستثمر بسداد قيمة 3 أشهر كتأمين عند الحجز، و3 أشهر أخرى كمقدم إيجار عند التخصيص، ويحصل بعد ذلك على فترة سماح لمدة 3 أشهر قبل سداد أول قسط إيجاري

تيسيرات استثنائية

وكان الطرح الذي انتهت فتر التقديم فيه ، قد تم إلكترنيا من خلال منصة مصر الصناعية الرقمية www.madein.eg، تميز الطرح بتقديم تيسيرات مالية استثنائية، حيث تم تسعير المصانع على أساس تكلفة المرافق والإنشاءات الفعلية لعام 2021، مع سداد مقدم بنسبة 25 % على دفعتين (10 % جدية حجز و%15 عند التخصيص)، وإتاحة تقسيط باقي القيمة حتى 6 سنوات بينها سنة سماح، وبفائدة ميسرة تبلغ 10 % بالتعاون مع الشركة، كما أتيح أيضًا التقسيط حتى 10 سنوات بالتعاون مع عدد من البنوك .

استثمارات عالمية

يقول محمود سرج، رئيس المجلس التصديري للجلود، ورئيس لجنة التراخيص الصناعية باتحاد الصناعات، إن الحكومة نجحت في إنشاء مدينة عالمية متخصصة لصناعة الجلود في منطقة الروبيكي وتم نقل جميع المدابغ من منطقة سور مجرى العيون إليها تباعًا، واستطاعت المدينة جذب استثمارات محلية وعالمية، مما جعل منتجات الجلود المصرية تنافس بقوة في الأسواق العالمية، مشيدًا بالمدينة والتي تُعد أحد المشروعات القومية التي تم تنفيذها بدعم غير مسبوق من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتمثل هذه المدينة فرصة للمستثمرين في الخارج للتعرف على الجهود المبذولة، وكذلك الفرص الاستثمارية المتاحة، فضلًا عن التطور الذي تشهده مصر في مختلف المجالات.

وأوضح رئيس المجلس التصديري للجلود، أن الطرح الجديد شمل 36 مصنعًا جاهزًا للإنتاج، تم تصميمها وتجهيزها وفق أعلى المعايير الصناعية والبيئية، مؤكدًا أن وزارة الصناعة تهدف من خلال هذا الطرح إلى توطين وتحديث صناعة الجلود الوطنية عبر جذب الشركات العالمية الرائدة التي تتمتع بقدرات تسويقية كبيرة تمكنها من غزو الأسواق، وخاصة الأوروبية.

وأشار رئيس لجنة التراخيص الصناعية إلى أن مدينة الروبيكي لصناعة الجلود تعتبر واحدة من أهم المدن الصناعية المتميزة في مصر والشرق الأوسط، خاصة بعد إضافة أنشطة الدباغة داخل مصانع المدينة لتصبح مدينة تقدم صناعة متكاملة الأركان، لافتًا إلى الدعم الحكومي غير المُسبق خاصة من الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، مشيرًا إلى سرعة استجابة الوزير لمطالب المصنعين وحرصه على تطوير بيئة التصنيع المحلي.

100 مصنع

أما محمد مهران، رئيس شعبة الجلود بغرفة القاهرة التجارية، فيقول أن نسبة الإقبال على الطرح تخطت المطوب بنحو 300%، منوهًا إلى أن عدد المصانع المطروحة على ثلاث مراحل «طروحات» يبلغ 100 مصنعًا، اشتمل الطرح الأول 34 مصنعًا وتم الإنتهاء منه، والطرح الثاني 36 مصنعًا، وفي إنتظار الطرح الثالث خلال الفترة المُقبلة بـ30 مصنعًا.

وأرجع مهران في صريحات خاصة بـ « العقارية «، الإقبال المُرتفع إلى جودة المدينة ، التي أصبحت تضم مصانع عالمية على أراضي مصرية بإنشاءات وعمليات بنائية متميزة للغاية بالإضافة إلى تقسيم المدينة المُنظم وموقعها المُميز وطرقها المُمهدة وهو ما يسهل وصول العمال إليها بالإضافة إلى توفير سكن لمنخفضي ومتوسطي الدخل بجوار المدينة مما يسهل على العمالة المنتظمة الإقامة بها، مشيرًا إلى دعم وزارة الصناعة غير المُسبق والتيسيرات في السداد – للمصريين وغيرهم ، والذي يُعد ضمن أبرز وأهم أسباب إقبال المستثمرين على طروحات الوزارة بمدينة الروبيكي.

وأضاف رئيس شعبة الجلود بغرفة القاهرة التجارية ، أن مدينة الروبيكي نجحت خلال الطرحين الأول والثاني في جذب عدد كبير من المستثمرين، خاصة الأجانب ، وكان أبرزهم السوريين الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا وأقبلوا على الشراء، موضحًا أن الجانب الإيجابي خلال الطرحين ، كان في إقبال عدد من المستثمرين المحليين العاملين في قطاع دباغة الجلود على الانتقال إلى المدينة، وبدء الاستثمار في مصانعها خاصة المنتجات الجلدية النهائية، بما يمثل خطوة مهمة نحو تكامل الصناعة وتحقيق قيمة مضافة.

نقلة نوعية

وتعد مدينة الجلود بالروبيكي نقلة نوعية لصناعة الجلود المصرية، حيث أُنشئت وفقًا لأعلى المعايير البيئية والعالمية، وتتمتع بشبكة مرافق متكاملة وطرق داخلية وخارجية، كما تقع في موقع استراتيجي متميز يرتبط بشبكة من الطرق الحيوية مثل طريق القاهرة – الإسماعيلية، وطريق القاهرة – السويس، والطريق المؤدي إلى العاصمة الإدارية، والطريق الدائري الإقليمي، بما يسهل الوصول إلى موانئ البحر الأحمر والمتوسط مثل السخنة والأدبية والسويس وبورسعيد ودمياط والإسكندرية.

والمدينة مشروع طموح يهدف إلى تحويل قطاع دباغة وصناعة الجلود في مصر إلى قطاع متطور وصديق للبيئة، مع زيادة الإنتاج والمضاعفة من الصادرات وخلق فرص عمل جديدة وتنقسم المدينة لثلاث مراحل الأولى تتضمن مدابغ منطقة مجرى العيون ومخازن للكيماويات ومناطق للإنتاج والخدمات والمرحلة الثانية تتضمن مصانع للغراء ومصانع لمنتجات الجلود أما الثالثة تتضمن صناعات مكملة ومنتجات جلدية ومركز تكنولوجي ومنافذ بيع، وتهدف المدينة إلى مضاعفة صادرات الجلود لتصل إلى 300 مليون دولار سنويًا، وتم ضخ استثمارات بقيمة 7.2 مليار جنيه في المدينة.

وتتمتع مدينة الجلود بالروبيكي بموقع فريد في قلب مدينة بدر بالعاصمة القاهرة، وتعزز المدينة القدرات التصديرية للمصنعين من خلال قربها من الموانئ المختلفة، حيث تبعد عن ميناء السويس البحري بمسافة لا تتجاوز 100 كم، وتقع على بعد 156 كم من ميناء بور فؤاد البحري، بينما تبعد 50 كم عن ميناء القاهرة الجوي و24 كم عن المطار في العاصمة الإدارية.

كما أن المدينة بشبكة طرق داخلية وخارجية عالية الكفاءة، كما يجري تطوير خط سكة حديد لربط المدينة بالمنطقة اللوجيستية بالميناء الجاف بمدينة العاشر من رمضان، بجانب توفير وسائل نقل داخلية للعاملين بالمدينة لنقلهم من وإلى المصانع.