صفاء لويس تكتب: العقارات وحدها لا تكفي

الاحد 11 مايو 2025 | 02:06 مساءً

صفاء لويس

العقارية

يشهد السوق العقاري متغيرات كثيرة وتطورات متلاحقة تلعب دورًا محوريًا في إعادة ترتيب المفاهيم والمعايير الحاكمة للسوق، وربما البقاء فيه، ولعلّ من يرصد تلك المتغيّرات لن يجد مشقة في التحليل ولا عناء في استنتاج أعراض تلك المتغيرات، ونتائجها، وتداعياتها الحالية والمرتقبة، والتي بدأت تشكل خريطة جديدة للمطورين، وتفرض محددات ومرتكزات حاسمة في البقاء بهذا القطاع، في ظل منافسة قوية، لا يحسمها سوى أولئك الذين فطنوا لهذه المتغيّرات، وأخذوا بأسباب الاستمرار بقوة في التطوير العقاري.

وأكون أكثر وضوحًا وأقول، إن معايير السوق العقاري تغيّرت، ومفاهيم صناعة العقار تبدّلت، وهو ما يفرض تحديات كثيرة ويتطلب من المطورين كل فعل مسؤول يواكب تلك المتغيرات التي قلبت الموازين وكسرت كل التابلوهات التقليدية في صناعة العقار فقادة السوق ليس هم الأقدم فقط ولا هم الأكثر مبيعًا، ولا أولئك الذين لديهم محفظة كبيرة من الأراضي، ولكن رواد اليوم في السوق العقاري هم الأكثر إالتزامًا بالجودة الشاملة في المشروعات العقارية وأقصد هنا بالجودة الشاملة مجموعة من المحددات، وعدد من العناصر والمرتكزات، وفي الصدارة منها الإلتزام بمواعيد التسليمات والجودة في التنفيذ وخدمات التشغيل والصيانة، وقبل كل ذلك الاستدامة في توفير هذه العناصر الأساسية، التي تصنع الفارق بين مطور، وآخر في السوق العقاري وتضمن له البقاء ونيل ثقة العملاء.

وإيمانًا من المجلة العقارية بقيمة هذه المبادئ، وانطلاقًا من الثقة التي يوليها إياها جموع العملاء في الداخل والخارج، أرتأت أسرة التحرير تخصيص هذا العدد الذي بين إيديكم عن المطورين، الذين واكبوا عن جدارة متغيرات السوق، وأقاموا مشروعات تجمع كل عناصر الجودة الشاملة، والتزموا بمواعيد التسليمات، باعتبارها من المحاور والمعايير الحاكمة في هذا القطاع، وأصبحوا وجهة ذات مصداقية للعملاء، الذين يبحثون عن منتج عقاري بمواصفات ومعايير جودة عالمية، ومواعيد استلام في قمة الدقة والمصداقية.

ولعل ما تضمّنه العدد من رصد لمجموعة متميّزة من المشروعات عقارية، جمعت كل عناصر التميّز في التطوير العقاري، يؤكد أن هناك شريحة مهمة وغير قليلة تقود السوق العقاري وفق المعايير الجديدة التي أشرت إليها، وهو ما يبعث برسائل أمل وطمأنينة على مستقبل هذا السوق، ويقدّم البديل الآمن للعملاء الذين يرغبون في شراء وحدات عقارية ذات جودة شاملة، ومصداقية في تنفيذ العقود والالتزمات.

ربما يقول البعض -وعن حق- إن هذه المعايير من المسلّمات الطبيعية التي يجب أن تتوافر في المنتج العقاري لكن إذا ألقينا نظرة عامة على القطاع العقاري سنجد أنه ليس كل المشروعات التي يجري تسويقها تتوافر بها محددات الجودة ومصداقية المواعيد في التسليمات، وخدمات التشغيل، والصيانة، ومن ثم لا بد من فرز هذا عن ذاك، عبر تسليط الضوء على المطورين الجادين، الذي يحرصون على سُمعة شركاتهم، ومصداقية مشروعاتهم، وهو ما نستهدفه في هذا العدد المميز من المجلة العقارية، التي تتحمّل أمانة الكلمة منذ عقود، وقطعت على نفسها عهدًا أن تكون حارسًا أمينًا، وداعمًا مُخلصًا للمطورين الجادين، الذين يحترمون حقوق العملاء، ويصونون قيم ومبادئ العمل في السوق.

إنها النخبة العقارية من المطورين المتميّزين، الذين يستحقون هذا التقدير، وثقة العملاء أيضًا.