مؤتمر «تريندز» الخامس.. الأمن المائي قضية وجودية واستثمار استراتيجي


الخميس 04 سبتمبر 2025 | 02:35 مساءً
وكالات

تحولت أبو ظبي خلال اليومين الماضيين إلى ساحة نقاش عالمي حول أكثر قضايا المستقبل حساسية، وهي الأمن المائي.

فقد اختتم «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» مؤتمره الخامس حول الأمن المائي المستدام، بمشاركة 33 مسؤولاً وخبيراً من مختلف أنحاء العالم، وحضور وزراء ومسؤولين بارزين في الدولة، ليخرج المؤتمر بتوصيات تعكس أن المياه لم تعد مجرد ملف بيئي، بل هي عنصر مركزي للأمن الشامل والتنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي.

يعد المؤتمر الذي استمر يومين شهد حضوراً لافتاً من شخصيات رسمية بينهم الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان، ومعالي عبد الله بن سلطان النعيمي وزير العدل، ومعالي علي سعيد النيادي رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والكوارث، إلى جانب قادة مؤسسات بحثية وإعلامية وشركات راعية وجمهور واسع من طلاب وباحثين.

التوصيات التي توافق عليها المشاركون رسمت خارطة طريق جديدة، هي تعزيز التمويل المبتكر عبر السندات الخضراء وآليات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والاستثمار في التحلية والمعالجة والاستشعار عن بعد والذكاء الاصطناعي، وإعادة تعريف المياه كأداة للسلام والأمن الغذائي والاقتصادي، وليس مجرد قضية مناخية.

كما شدد المؤتمر على ضرورة تحويل الأنهار الكبرى من بؤر توتر إلى منصات للتكامل الإقليمي، ووضع آليات عدالة في تقاسم الموارد لتفادي اختلال موازين القوى بين الدول.

كانت النقاشات التقنية حاضرة بقوة، إذ عرض خبراء من الإمارات وخارجها تجارب في تحلية المياه بالطاقة الشمسية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالأزمات المائية، والتوأم الرقمي لرصد المياه الجوفية، فيما أشار خبراء ماليون إلى أهمية دمج المخاطر المائية في قرارات التمويل البنكي، وهو ما يعني أن المؤسسات المصرفية ستلعب دوراً محورياً في إدارة موارد المستقبل.

ومن بين المداخلات البارزة، لفت الدكتور حسني غديرة من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إلى قدرة النماذج الذكية على توفير سيناريوهات متعددة لصانعي القرار، فيما اعتبر البروفيسور أسيت بيسواس أن أزمة المياه ليست في الموارد بل في الإدارة، داعياً إلى إصلاح جذري في الحوكمة.

أمّا الدكتور أيمن عياد من بعثة الاتحاد الأوروبي بمصر فشدد على الانتقال من مشروعات صغيرة إلى حزم استثمارية إقليمية قابلة للتمويل.

اللافت أن المؤتمر ربط الأمن المائي مباشرة بقضايا الاقتصاد الكلي.

فالمياه، كما أكد المشاركون، هي أساس البقاء لا يمكن للإنسان العيش أكثر من ثلاث دقائق بلا هواء، أو ثلاثة أيام بلا ماء، أو ثلاثة أسابيع بلا غذاء، وهذا ما يجعلها المورد الأكثر حساسية في أوقات الأزمات.