أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة يتجاوز حدود القتل والانتقام، ليعكس مخططًا ممنهجًا لتقويض القضية الفلسطينية وتصفيتها بشكل كامل، عبر استهداف الأرض والإنسان في غزة والضفة الغربية والقدس.
وقال أبو الغيط، في كلمته أمام وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع مجلس الجامعة في دورته العادية الـ164 بالقاهرة، اليوم الخميس، إن ما يجري على الأرض يكشف عن سياسة إسرائيلية متعمدة لاقتلاع الفلسطينيين وتشريدهم، مشددًا على أن هذه الممارسات تُنفذها "عصبة متطرفة تحمل أيديولوجيا إقصائية وعنصرية لا مكان لها في القرن الحادي والعشرين".
وأضاف أن الدفاع عن حل الدولتين يظل السبيل الوحيد لتحقيق العدالة وضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدًا أن العرب لن يتخلوا عن هذا الخيار، خاصة مع الدعم الدولي المتزايد، حيث تعترف أكثر من 150 دولة بفلسطين، بينما تشهد الساحة العالمية موجة جديدة من الاعترافات التي تعكس إدراكًا متناميًا لخطورة المخطط الإسرائيلي.
وانطلقت منذ قليلأعمال الدورة العادية الـ164 لـ مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، برئاسة دولة الإمارات، بمشاركة وزراء خارجية الدول الأعضاء، وسط تركيز واسع على التطورات الإقليمية والقضية الفلسطينية.
ويُعد الملف الفلسطيني المحور الأساسي لاجتماعات المجلس، حيث يبحث الوزراء الجهود المبذولة للحصول على اعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية، إضافة إلى آليات وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وخطط إعادة الإعمار، وسبل دعم صمود الشعب الفلسطيني سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا في مواجهة التحديات الراهنة.
كما يتناول الاجتماع الأوضاع في عدد من بؤر الأزمات العربية، ومنها السودان واليمن وسوريا وليبيا ولبنان والصومال، وذلك في إطار مناقشة آليات التعامل مع التحديات الإقليمية المعقدة بما يضمن تعزيز الأمن القومي العربي وحماية المصالح الاستراتيجية المشتركة.
وفي الشق الاقتصادي والاجتماعي، يناقش الوزراء خطط دعم الاقتصاد الفلسطيني، إلى جانب تعزيز مسار التكامل الاقتصادي العربي، بما يساهم في دفع التنمية المستدامة داخل الدول العربية، ويمهّد لإقرار مجموعة من التوصيات والقرارات الهادفة إلى توسيع نطاق التعاون بين الدول الأعضاء.