على مدار الـ4 أيام الماضية، استمر حريق عقار فيصل بجوار الطريق الدائري، حيث أوضحت التحريات أن العقار مكون من 14 طابقا، ويحتوي على 108 وحدات سكنية، وأن الحريق الذي نشب في البدروم والطابق الأرضي، هما عبارة عن مخازن أحذية يمتلكها صاحب العقار.
التحريات كشفت أيضًا عن أسباب الحريق، وهو حدوث ماس كهربائي بأحد المخازن، بالإضافة إلى المواد الكيميائية الموجودة بالمخازن، التي ساعدت في حدوث انفجارات أثرت على الأعمدة والحوائط الخرسانية وأساسات المبنى، ما نتج عنها تهديد بإزالة العقار.
تفسيرات عديدة أبداها الدكتور نبيل عوض الله، مدير مركز بحوث واستشارات التنمية، بكلية الهندسة، جامعة الفيوم، حول استمرار اشتعال النيران بالعقار لأكثر من 70 ساعة، موضحًا بعض النقاط التي يجب تفاديها عند بناء العقارات لأنها تساعد على الاشتعال وعدم إطفاء النيران بسهولة.
وقال عوض الله ، إن هناك بعض مواد البناء والتشطيب تزيد من أمد اشتعال النيران، مثل الأرضيات والحوائط الخشبية، والمواد العازلة للحرارة لأنها تتعلق بمواد بترولية مثل المازوت، والمواد العازلة للصوت أيضا مثل الصوف الزجاجي الذي يساعد على الاشتعال، وهي من المواد الذي يجب استبعادها في المنشآت السكانية.
وتحدث أستاذ الهندسة، حول خطورة المواد البيتومينية التي تستخدم في عزل المياه وعزل الرطوبة، وهي في الأساس كانت تستخدم في حفظ النار داخل فرن الخبز البلدي القديم، لأنها من أكثر المواد التي تحافظ على درجة الحرارة وتساعد في استمرارية النيران، كما أكد أن بعض المواد المستخدمة في الطلاء تساعد أيضا في الاشتعال، لكنها لا تزيد من مدة الحريق، مضيفا أن أدوات السباكة و«الفيبر جلاس»، الذي يستخدم بديلا «للألمونتال»، في النوافذ، هي من أكثر المواد التي تساعد على زيادة مدة الحريق حال حدوثها.
وأضاف خبير الإنشاءات، أن هناك أشياء تساعد على التقليل من نسب الاشتعال، مثل مواد طلاء معينة، ولكن بسبب تكلفتها تستخدم في الأماكن المهمة، مثل المستشفيات ومباني الوزارات، والشركات الكبرى، مشيرا إلى ضرورة وجود تلك المواد التي تقلل من الاشتعال حال حدوث حريق بالمخازن والمصانع التي تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، مؤكدا على أهمية وجود خزانات المياه الأرضية والعلوية، لأنها وسائل يجب اللجوء إليها.