رغم عشرات الضربات الأوكرانية بالطائرات المسيرة.. روسيا تحافظ على تماسك إنتاج الوقود منذ بداية 2025


الجريدة العقارية الخميس 13 نوفمبر 2025 | 05:13 مساءً
هجوم أوكراني على مصافي النفط الروسية
هجوم أوكراني على مصافي النفط الروسية
محمد شوشة

كشفت مصادر وبيانات أن معالجة النفط في روسيا تراجعت بنسبة 3% فقط منذ بداية العام، رغم تعرضها لأكبر موجة من الهجمات بطائرات مسيرة أوكرانية حتى الآن، إذ تمكنت المصافي الروسية من تفادي انخفاض حاد في إنتاج الوقود عبر الاستفادة من طاقتها الاحتياطية لتعويض الأضرار الناتجة عن الضربات.

وصعّدت أوكرانيا في الأشهر الأخيرة من هجماتها بالطائرات بدون طيار داخل العمق الروسي، مستهدفة مصافي النفط والمستودعات وخطوط الأنابيب في محاولة لشل أحد أهم مصادر تمويل الحرب بالنسبة لموسكو.

وبحسب مصادر في قطاع الطاقة الروسي، فقد أُجبرت روسيا خلال الفترة بين أغسطس وأكتوبر على إيقاف ما يقرب من 20% من طاقتها التكريرية بسبب الهجمات والصيانة المخططة، لكنها نجحت في الحد من تأثير ذلك بتراجع إجمالي إنتاج الوقود بنسبة لا تتجاوز 6% إلى نحو 5.1 مليون برميل يوميًا، وفقًا لوكالة «رويترز».

وأظهرت البيانات أن إجمالي كميات النفط المعالجة من يناير حتى أكتوبر بلغ نحو 220 مليون طن متري، أي ما يعادل 5.2 مليون برميل يوميًا، بانخفاض 3% عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وقالت ثلاثة مصادر صناعية إن المصافي الروسية كانت تعمل قبل الهجمات بأقل من طاقتها القصوى، ما أتاح لها تشغيل وحدات احتياطية لتعويض الخسائر، سواء في المصانع المتضررة أو غير المتضررة.

وأشارت المصادر إلى أن الطاقة الإجمالية للتكرير في روسيا تبلغ نحو 6.6 ملايين برميل يوميًا، لكنها نادرًا ما تُستغل بالكامل.

من جانبها، تقول كييف إن استهداف منشآت الطاقة الروسية يهدف إلى تعطيل إمدادات الوقود للجيش الروسي وحرمان موسكو من عائدات النفط.

وكانت وكالة الطاقة الدولية قد ذكرت أن عائدات روسيا من صادرات النفط الخام والمنتجات البترولية انخفضت في أغسطس إلى أحد أدنى مستوياتها منذ اندلاع الحرب في عام 2022.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشهر الماضي إن الهجمات بعيدة المدى ربما خفضت إمدادات البنزين في روسيا بما يصل إلى 20%.

في المقابل، يؤكد الكرملين أن سوق الوقود المحلية مستقرة، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده لن تخضع للضغوط الخارجية.

وبحسب تقارير مراكز مراقبة مستقلة، شنت أوكرانيا منذ أغسطس ما لا يقل عن 58 هجومًا بطائرات مسيرة على مواقع طاقة روسية تمتد لمسافة تصل إلى 2000 كيلومتر داخل الأراضي الروسية، مستهدفة مصافي في مناطق مثل نوفوكويبيشيفسك، وكيريشي، وسالافات.

وتشير المصادر إلى أن العقوبات الغربية فاقمت من صعوبات روسيا في تأمين قطع الغيار من الشركات الأجنبية التي ساعدت في تحديث مصافيها خلال العقود الماضية.

وأعلنت شركات روسية أنها تمكنت من تصنيع بعض المعدات محليًا أو استيرادها من الصين، ما سمح بإصلاح وحدات التكرير المتضررة وإعادتها للعمل خلال أسابيع.

وحذر خبراء من أن استمرار الهجمات قد يحد من قدرة روسيا على الاستفادة من طاقتها الاحتياطية في المدى الطويل، في ظل ارتفاع تكاليف الإصلاح وصعوبة استيراد المكونات الحيوية.