انتكاسة جديدة لبوينغ.. تأجيل 777 إكس يربك سوق الطيران الدولي


الجريدة العقارية الاحد 02 نوفمبر 2025 | 08:45 مساءً
طائرة بوينغ
طائرة بوينغ
محمد فهمي

قال كابتن ليث الرشيد، طيار وخبير في الطيران، إن تأخيرات تسليم طائرات بوينغ 777 إكس تمثل انتكاسة كبيرة للشركة، رغم تحسن معدلات تسليم طائرات 737 ماكس خلال الأشهر الماضية.

وأضاف الرشيد في لقاء مع قناة العربية بيزنيس: "التحسن الذي شهدناه كان خاصًا بطائرات 737 ماكس، وهي طائرات ضيقة البدن، حيث وصل الإنتاج إلى 42 طائرة شهريًا بعد رفع الحظر من هيئة الطيران الأمريكية".

وأوضح أن مشروع 777 إكس، الذي بدأ عام 2013، يختلف كليًا لأنه طائرة عريضة البدن، مشيرًا إلى أن تسليمها تأجل ست مرات حتى الآن، فيما بلغت تكلفة المشروع أكثر من 20 مليار دولار.

وأكد الرشيد أن النفقات المسجلة مؤخرًا بقيمة 4.9 مليار دولار هي نفقات محاسبية وليست خسارة فعلية، وأضاف: "تمثل هذه النفقات خسارة متوقعة على الدفاتر لتخفيف الصدمة المالية والإعلامية القادمة بسبب تأخير تسليم الطائرة، وهي تشمل تعويضات محتملة للعملاء وزيادة تكلفة مواد التصنيع وإعادة صياغة عقود الموردين بسبب التضخم والفوائد".

وحول تأثير هذا التأخير على سوق الطيران العالمي، شدد الرشيد على أن التأثير بدأ يظهر بالفعل، حيث تحولت بعض شركات الطيران إلى المنافس الرئيسي لبوينغ، شركة إيرباص، وخاصة طائرة A350-1000 التي تعتبر البديل الأقرب للـ 777 إكس. وأضاف أن طائرة إيرباص أقل بحوالي 35 طنًا، وتوفر من 20 إلى 25% من استهلاك الوقود مقارنة بالـ 777 إكس إكستندد رينج (Extended Range).

وعن قدرة إيرباص على تلبية الطلب، أوضح الرشيد أن الشركة فتحت مؤخرًا خطي إنتاج جديدين لطائرات 321 في الصين، لكنها لن تتمكن من تغطية كامل الفجوة الناتجة عن تأخير 777 إكس. وأضاف: "ما تفعله شركات الطيران حاليًا هو تأجيل استلام الطائرات الجديدة وإعادة صيانة الطائرات الحالية لتطيل عمرها حتى وصول الطائرات الجديدة".

وأشار الرشيد إلى أن هذه التأخيرات ستؤثر على أسعار تذاكر الطيران، خاصة في الرحلات الطويلة عبر القارات، بسبب نقص المقاعد. بينما رحلات الطيران القصيرة والمتوسطة قد تشهد انخفاضًا نسبيًا في الأسعار بسبب المنافسة بين شركات الطيران، خصوصًا مع فتح خطوط إنتاج جديدة لطائرات إيرباص 321.

واختتم الرشيد حديثه بتأكيده أن بوينغ لن تتخلى عن مشروع 777 إكس، رغم المنافسة، مشيرًا إلى أن السوق سيشهد ضغطًا على الرحلات الطويلة، بينما ستستفيد الرحلات القصيرة والمتوسطة من المنافسة بين الشركات.