ارتفعت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الخميس، بنحو 5% لتسجل أعلى مستوياتها في أسبوعين، بعدما أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على شركتي الطاقة الروسيتين العملاقتين روسنفت ولوك أويل على خلفية الحرب في أوكرانيا، ما أثار مخاوف من تراجع الإمدادات في الأسواق العالمية.
أسعار النفط العالمية
صعد خام برنت 4.7% أو 2.91 دولار ليصل إلى 65.50 دولار للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4.9% أو 2.89 دولار إلى 61.39 دولار للبرميل.
وتأتي هذه الارتفاعات بينما تُعد روسيا ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة خلال عام 2024، وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، ما يجعل أي عقوبات عليها مؤثرًا مباشرًا على الإمدادات العالمية.
ضغوط إضافية من آسيا وتعافي المنتجات النفطية
شهدت العقود الآجلة للديزل في الولايات المتحدة أيضًا ارتفاعًا بأكثر من 5%، لتتوسع هوامش أرباح التكرير إلى أعلى مستوى منذ فبراير 2024.
كما قالت مصادر تجارية إن شركات النفط الحكومية في الصين أوقفت شراء النفط الروسي المنقول بحرًا من روسنفت ولوك أويل بعد العقوبات الأمريكية، ما أضاف مزيدًا من الضغوط على الإمدادات وصعود الأسعار.
أوبك قد تتدخل وتهدئة للأسعار
قلّصت الأسعار جزءًا من مكاسبها بعد تصريحات وزير النفط الكويتي الذي أكد أن منظمة أوبك مستعدة لتعويض أي نقص محتمل في السوق من خلال تعديل قيود الإنتاج.
وقال أولي هانسن، المحلل في بنك ساكسو، إن العقوبات قد تدفع الصين والهند – أكبر مستوردي النفط الروسي – إلى البحث عن بدائل لتفادي التعرض للعقوبات الغربية ونظام المدفوعات العالمي.
تصعيد دولي وعقوبات متزايدة
إلى جانب العقوبات الأمريكية، فرضت بريطانيا الأسبوع الماضي إجراءات مماثلة على روسنفت ولوك أويل، فيما وافق الاتحاد الأوروبي على الحزمة الـ19 من العقوبات على موسكو، والتي شملت حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، وإضافة ثلاث شركات صينية إلى قائمة الكيانات الخاضعة للعقوبات.
وتُعد الهند أكبر مشترٍ للنفط الروسي بأسعار مخفضة منذ بدء الحرب، لكن مصادر في الصناعة أكدت أن شركات التكرير الهندية – وخاصة شركة ريلاينس إندستريز – تدرس تقليص أو وقف مشترياتها من الخام الروسي تجنبًا للعقوبات.
وحذر محللون من أن تأثير العقوبات على الإنتاج الروسي ما زال غير مؤكد، إذ قال كلاوديو جاليمبرتي من ريستاد إنرجي: "معظم العقوبات المفروضة منذ ثلاث سنوات لم تُحدث تأثيرًا ملموسًا على إنتاج النفط الروسي أو عائداته".
توازن هش بين المعروض والطلب
تزامن صعود الأسعار مع مخاوف من فائض المعروض عقب زيادة إنتاج مجموعة أوبك+، بينما تتوقع بنوك مثل يو بي إس أن يتراوح سعر خام برنت بين 60 و70 دولارًا خلال الفترة المقبلة.
وعلى جانب الطلب، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية انخفاضًا في مخزونات النفط الخام والبنزين والمقطرات في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، ما يعكس تحسنًا في نشاط التكرير والطلب المحلي.