خبير: تسوية روسية–أوكرانية محتملة قد تدفع النفط لمزيد من الهبوط


الجريدة العقارية الثلاثاء 09 ديسمبر 2025 | 05:24 مساءً
أسعار النفط
أسعار النفط
محمد فهمي

أكد الخبير الاقتصادي وعضو مجلس الشورى السابق الدكتور فهد بن جمعة، أن أسواق النفط تمر حالياً بحالة واضحة من التذبذب ضمن نطاقات ضيقة، حيث يستقر سعر خام برنت حول 62 – 63 دولاراً للبرميل، بينما يتحرك خام غرب تكساس الوسيط قرب 58 – 59 دولاراً.

وأوضح بن جمعة في مداخلة مع قناة العربية بيزنيس، أن التقارب المحتمل بين روسيا وأوكرانيا في حال التوصل إلى تسوية سياسية سيؤثر على أسعار النفط بشكل هبوطي، نظراً لانحسار مخاوف السوق المرتبطة باضطرابات الإمدادات.

 وأضاف أن حالة الهدوء النسبي بين الولايات المتحدة وفنزويلا تسهم كذلك في الضغط على الأسعار نتيجة تخفيف التوترات وعودة جزء من الإمدادات إلى الأسواق.

وأكد أن العوامل الأساسية في السوق تبقى الأكثر تأثيراً، مشيراً إلى أن زيادة المعروض وتباطؤ نمو الطلب العالمي يضعان ثقلاً إضافياً على الأسعار، رغم التحسن الملحوظ في الاقتصاد الأمريكي، مشيرا إلى أن الاقتصاد الصيني لا يزال يمر بمرحلة ضعف، وهو ما يقلل من الزخم المتوقع لنمو الطلب على النفط، الأمر الذي قد يُبقي الأسعار في مستوياتها الحالية أو يدفعها للانخفاض خلال الفترة المقبلة.

وفي سياق الحديث عن التوترات الجيوسياسية، سُئل الدكتور بن جمعة عن مناقشات مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي بشأن استبدال سقف سعر النفط الروسي بحظر كامل على الخدمات البحرية، وأوضح أن مثل هذا القرار قد يترك أثراً على السوق، لكنه شدد على أن روسيا تمتلك بدائل متعددة لنقل نفطها وتسويقه، مشيراً إلى أن القيود السابقة لم تعد تمثل عائقاً كبيراً أمامها. 

وأضاف أن الأسواق تترقب حالياً قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وأن خفض الفائدة — إن تم — قد يرفع أسعار النفط مؤقتاً دون تأثير طويل الأجل.

وحول توقعات بعض المحللين بوجود فائض كبير في إمدادات النفط global بحلول عام 2026، أكد الدكتور فهد بن جمعة أن الحديث عن سوق "مفرط الإمدادات" أمر وارد، لكنه لا يتوقع أن تقوم "أوبك بلس" بإجراء تغييرات جوهرية في استراتيجيتها الحالية.

 وأشار إلى أن انخفاض الأسعار إلى مستويات أقل من 60 دولاراً لبرنت وقرابة 50 دولاراً لغرب تكساس سيؤدي إلى ضغط كبير على منتجي النفط ذي التكلفة العالية خارج أوبك، مما قد يدفع بعضهم إلى تقليص الإنتاج أو الخروج من السوق مؤقتاً.

وبيّن أن هذه الديناميكية السوقية ستقود في نهاية المطاف إلى استعادة التوازن، وإن كان ذلك عند مستويات سعرية منخفضة لفترة معينة، قبل أن تعود الأسعار للارتفاع تدريجياً على المدى الطويل بفعل انخفاض العرض أو زيادة الطلب.

ويأتي هذا التحليل في وقت تشهد فيه أسواق النفط حالة من الترقب لمجموعة من التطورات الاقتصادية والجيوسياسية، وسط تباين واضح في توقعات المحللين بشأن اتجاهات الأسعار في العامين المقبلين.