الهند والصين تبحثان تعزيز التعاون وبناء علاقات مستقرة بعد سنوات من التوتر


الاثنين 18 اغسطس 2025 | 10:09 مساءً
الهند والصين
الهند والصين
محمد خليفة

استقبل وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، اليوم الإثنين، نظيره الصيني وانج يي في العاصمة نيودلهي، في زيارة هي الأولى لمسؤول صيني رفيع منذ ثلاث سنوات، وسط مؤشرات على تحسن الأجواء بين البلدين بعد سنوات من التوترات.

وأكد جايشانكار خلال لقائه بوانج يي، أن نيودلهي وبكين تتطلعان إلى بناء علاقات مستقرة وأفضل، مشدداً على أن بلاده ترغب في المضي قدماً بعد فترة صعبة شهدتها العلاقات الثنائية، مضيفًا: "الخلافات يجب ألا تتحول إلى نزاعات، ولا المنافسة إلى صراع، ونأمل أن تسهم مناقشاتنا في إرساء علاقة تعاونية وتطلعية بين بلدينا".

ويجري وزير الخارجية الصيني خلال زيارته محادثات مع عدد من كبار المسؤولين الهنود، بينهم مستشار الأمن القومي أجيت دوفال، لمناقشة ملف الحدود المشتعل بين البلدين، قبل أن يلتقي رئيس الوزراء ناريندرا مودي يوم الثلاثاء، في خطوة ستحدد ملامح القمة الثنائية المرتقبة بين الرئيس الصيني شي جين بينج ورئيس الوزراء الهندي على هامش اجتماع منظمة شنجهاي للتعاون نهاية الشهر الجاري، والتي ستكون أول زيارة لمودي إلى الصين منذ سبع سنوات.

وتأتي هذه الزيارة في وقت بدأت فيه العلاقات بين الجارتين الآسيويتين بالتحسن بعد خمس سنوات من القطيعة والتوترات على خلفية الاشتباك الحدودي الدموي عام 2020، فقد خففت بكين مؤخراً القيود على بعض صادراتها إلى الهند، بينما أعادت نيودلهي العمل بتأشيرات السياحة للمواطنين الصينيين، في وقت يشهد السوق الهندي إقبالاً متزايداً من الشركات المحلية على إبرام شراكات مع نظيراتها الصينية في مجالات متعددة، بينها نقل التكنولوجيا، وفق ما نقلته وكالة "بلومبرج".

ويضيف إلى ذلك أن الضغوط الاقتصادية العالمية، ولا سيما الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على صادرات البلدين، فضلاً عن تهديداته بمعاقبة نيودلهي على مشترياتها من النفط الروسي، دفعت الجانبين إلى تسريع خطوات إعادة تطبيع العلاقات، فقد فرضت واشنطن رسوماً تصل إلى 50% على واردات الهند من النفط الروسي، وهو ما يضع عبئاً إضافياً على الصادرات الهندية ويعزز الحاجة إلى تنسيق أوثق مع بكين.