استقرت أسعار الذهب، الاثنين، بعد موجة خسائر سببتها حالة الارتباك في الأسواق العالمية، على خلفية تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أكد فيها أن واردات المعدن النفيس لن تخضع للرسوم الجمركية، في خطوة هدأت المخاوف وأعادت قدرا من التوازن لسوق السبائك العالمية، التي شهدت اضطراباً كبيراً في الأيام الماضية بفعل أحكام قضائية أثارت الفوضى في حركة التداول.
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي: "الذهب لن يخضع للتعريفات الجمركية"، ومع ذلك، لم يكن لهذا الإعلان تأثير كبير على عقود الذهب الآجلة في بورصة "كومكس" بنيويورك، التي ظلت منخفضة بنسبة 2.5%، في حين تراجع المؤشر العالمي للأسعار الفورية في لندن بنسبة 1.3% ليسجل 3,354.14 دولار للأونصة. وحتى ظهر الاثنين، لم تصدر الوكالات الأمريكية أي تحديث رسمي للسياسة المتعلقة بالرسوم.
وكان مسؤول في البيت الأبيض أشار الأسبوع الماضي إلى أن الإدارة تستعد لإصدار سياسة جديدة توضّح ما إذا كانت سبائك الذهب ستخضع للرسوم الجمركية، وذلك بعد القرار المفاجئ لهيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية بفرض الرسوم على الواردات، ما أدى إلى قفزة حادة في العقود الآجلة بنيويورك بأكثر من 100 دولار فوق الأسعار الفورية في لندن، وبحلول اليوم، تقلّص الفارق إلى نحو 50 دولارا.
ويرى المتعاملون أن السياسة الأمريكية سيكون لها تأثير واسع على تدفقات السبائك عالميا وعلى استقرار عقود الذهب الآجلة، خاصة أن الإدارة الأمريكية كانت أعفت المعدن النفيس من الرسوم في أبريل الماضي، وحتى تتضح الرؤية على المدى الطويل، تظل أسواق المعادن الثمينة في حالة ترقب.
وقال جوزيف كافاتوني، كبير استراتيجيي السوق لأمريكا الشمالية في مجلس الذهب العالمي، عبر منشور على "لينكدإن": "نلاحظ أن قطاعات سوق الذهب المختلفة تتصرف بطريقة منظمة، بينما يترقب القطاع هذا التوضيح المحتمل، سنواصل متابعة الوضع وتحديث أبحاثنا ورؤانا مع توافر مزيد من المعلومات".
ورغم أن الذهب ارتفع بنحو 30% منذ بداية العام، فإن معظم المكاسب تحققت في الأشهر الأربعة الأولى مع اشتداد التوترات الجيوسياسية والتجارية.
ويتجه المتعاملون الآن لمتابعة بيانات التضخم الأمريكية المقرر صدورها الثلاثاء، بحثا عن مؤشرات حول توجهات مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، وسط توقعات بارتفاع أسعار المستهلكين — باستثناء الغذاء والطاقة — بنسبة 0.3% في يوليو مقارنة بـ0.2% في يونيو.
ويستمر البنك المركزي الأمريكي في مقاومة ضغوط الرئيس ترامب لتخفيف السياسة النقدية، ساعياً لتحقيق التوازن بين مخاطر تباطؤ سوق العمل واستمرار التضخم المرتفع، ويُعد خفض أسعار الفائدة عاملاً إيجابياً للذهب الذي لا يدر عائداً.
وبحلول الساعة 3:12 مساءً بتوقيت نيويورك، تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 2.5%، فيما انخفض الذهب الفوري بنسبة 1.3% إلى 3,354.14 دولار للأونصة.
كما شهد مؤشر "بلومبرغ" الفوري للدولار ارتفاعاً طفيفاً، وتراجعت الفضة، بينما بقي البلاتين دون تغير يُذكر، وارتفع البلاديوم.