في شمال ساحل العاج، تُحلِّق المروحيات الفرنسية ليس للبحث عن أسلحة أو مخدرات، بل لملاحقة أكياس حبوب الكاكاو المهربة.
ونقلت العربية بيزنيس، عن صحيفة "فايننشال تايمز" كشف عن اندلاع حرب اقتصادية شبيهة بتجارة المخدرات في كولومبيا، لكنها تتعلق بتجارة الكاكاو الذي يُستخدم لصناعة الشوكولاتة.
منذ بداية عام 2024، شهدت أسعار الكاكاو العالمية ارتفاعًا غير مسبوق، حيث تخطت الأسعار 10,000 دولار للطن، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف السعر في عام 2023. إلا أن الحكومات في ساحل العاج وغانا، اللتين تنتجان ثلثي الكاكاو العالمي، تفرض أسعارًا محلية منخفضة جدًا، ما دفع المزارعين إلى تهريب كميات كبيرة من الكاكاو إلى دول مجاورة مثل غينيا وليبيريا، حيث يمكن بيع الطن بأسعار تصل إلى 9,000 دولار.
أسعار الشوكولاتة أشعلت عمليات تهريب جنونية
📌قفزت الأسعار 3 أضعاف منذ 2023.. سعر طن الكاكاو تجاوز 10 آلاف دولار
📌إليكم كيف يجري التهريب؟#العربية_Business pic.twitter.com/MslIOhyYcg
— العربية Business (@AlArabiya_Bn) August 3, 2025
في موسم 2023-2024، تم تهريب حوالي 150,000 طن من غانا، و200,000 طن من ساحل العاج. ويُغسل الكاكاو المهرب في مستودعات دول الجوار قبل أن يُعاد تصديره إلى أوروبا على أنه إنتاج محلي، ليصل إلى مصانع الشوكولاتة في بلجيكا وهولندا.
وفي محاولة لمكافحة هذه الظاهرة، صنَّفت حكومات البلدين التهريب كـ جريمة اقتصادية، ومنحت هيئات الكاكاو سلطات قانونية أكبر لملاحقة المهربين. كما تم نشر قوات خاصة واستخدام المروحيات لمتابعة الشحنات المهربة.
وفي الوقت نفسه، تتوجه الأنظار إلى الاتحاد الأوروبي الذي سيفرض قيودًا جديدة على استيراد الكاكاو اعتبارًا من ديسمبر 2025، حيث لن يُسمح بدخول أي كاكاو غير قابل للتتبع إلى الأسواق الأوروبية.
تسعى هذه الإجراءات إلى تقنين تجارة الكاكاو وضمان دخول المنتجات القانونية فقط إلى السوق العالمية.