ترامب يصعّد الخلاف التجاري مع كندا بعد دعمها لفلسطين


الخميس 31 يوليو 2025 | 10:18 مساءً
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
محمد عاطف

قبل ساعات من انقضاء المهلة المحددة للتوصل إلى اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة وكندا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصعيدًا حادًا في اللهجة تجاه أوتاوا، مؤكدًا أن موقف كندا الداعم لقيام دولة فلسطينية سيجعل من «الصعب للغاية» التوصل إلى صفقة.

تهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 35%

هدد ترامب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 35% على كافة السلع الكندية غير المشمولة في اتفاقية التجارة الثلاثية مع المكسيك، إذا لم يُبرم اتفاق جديد مع كندا بحلول الأول من أغسطس.

وجاء التهديد بعد أن صرّح ترامب على منصة "تروث سوشيال": «يا إلهي! أعلنت كندا للتو دعمها لقيام دولة فلسطينية، هذا سيجعل من الصعب للغاية علينا إبرام صفقة تجارية معهم».

المفاوضات بناءة لكن التوقيت ضيق

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن المفاوضات التجارية مع واشنطن تسير بشكل «بناء»، لكنها تمر بمرحلة دقيقة، ومن غير المرجح أن تؤدي إلى إزالة جميع التعريفات الأميركية قبل الموعد النهائي.

الخلاف يمتد إلى المواقف السياسية والضرائب الرقمية

التوتر التجاري بين البلدين تفاقم أيضًا بسبب السياسات الضريبية. فقد كانت كندا قد تراجعت عن تطبيق ضريبة خدمات رقمية على شركات التكنولوجيا الأميركية، بعد أن علّق ترامب المفاوضات واعتبر الضريبة «هجومًا سافرًا» على الولايات المتحدة.

كما أعلن كارني أن كندا ستنضم إلى فرنسا وبريطانيا في التحرك نحو الاعتراف بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر، وصرّح: «لا يمكننا تجاهل ما يحدث على الأرض. المجاعة في غزة كارثة إنسانية، وكندا تُدين سماح الحكومة الإسرائيلية بذلك».

شريك تجاري أساسي للولايات المتحدة

تُعد كندا ثاني أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة بعد المكسيك. في عام 2024، اشترت كندا سلعًا أميركية بقيمة 349.4 مليار دولار، وصدّرت ما قيمته 412.7 مليار دولار، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الأميركي.

كما أنها المورد الرئيسي للصلب والألومنيوم إلى السوق الأميركية، وتخضع صادراتها بالفعل إلى رسوم جمركية على المعادن والسيارات.

السياسة الخارجية تؤثر في علاقات التجارة

يبرز هذا التصعيد كيف يمكن أن تؤدي الخلافات السياسية الخارجية، كالموقف من القضية الفلسطينية، إلى اضطراب في العلاقات الاقتصادية، حتى بين الحلفاء التقليديين. وتشير هذه التطورات إلى أن مستقبل التجارة بين واشنطن وأوتاوا أصبح أكثر ضبابية من أي وقت مضى.