قال رئيس قمم الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا، اليوم الثلاثاء، إن الاتحاد الأوروبي يقترب للغاية من التوصل إلى حل لتمويل أوكرانيا خلال عامي 2026 و2027، بعد أن حظي هذا الحل بدعم أغلبية مؤهلة على الأقل من الدول الأعضاء في الاتحاد.
وأضاف كوستا أن الزعماء سيقررون في قمة بروكسل المقررة يوم 18 ديسمبر كيفية الوفاء بتعهداتهم تجاه كييف، مؤكدًا أنه في حال الحاجة، ستستمر القمة لأيام إضافية لضمان التوصل إلى اتفاق نهائي، موضحًا: "نعمل الآن على تحسين الحل القانوني والفني الذي قد يحظى بموافقة أغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء على الأقل، وأعتقد أننا قريبون جدًا من التوصل إلى حل. بالنسبة لي، من المؤكد أننا سنتخذ قرارًا في الثامن عشر من ديسمبر، ولكن كما أشرت إلى زملائي، إذا لزم الأمر، فسنواصل العمل في التاسع عشر أو العشرين من ديسمبر حتى نصل إلى نتيجة إيجابية".
وتعهد زعماء الاتحاد الأوروبي في 23 أكتوبر بتمويل أوكرانيا خلال العامين المقبلين، في الوقت الذي تواصل فيه أوكرانيا مقاومة الغزو الروسي، بينما تقل المساهمات المالية الأمريكية تدريجيًا، وبما أن معظم حكومات الاتحاد الأوروبي تواجه مستويات مرتفعة من الديون العامة، فإن الطريقة المفضلة لتمويل دفاع أوكرانيا هي استغلال نحو 210 مليار يورو من الأصول السيادية الروسية المجمدة في أوروبا منذ حرب موسكو لأوكرانيا عام 2022.
ورغم الزخم السياسي، فإن المشروع ليس بسيطًا، حيث تسعى بلجيكا، التي تحتفظ بأغلب الأصول المجمدة، للحصول على ضمانات من الدول الأخرى في الاتحاد الأوروبي لتحمل أي عواقب مالية حال رفع روسيا دعاوى ضدها بسبب هذا المخطط، وتُجرى حاليًا مناقشات لتقديم هذه الضمانات، ومن المتوقع أن تصل إلى ذروتها في قمة المجلس الأوروبي.
وتسعى المفوضية الأوروبية إلى إصدار قرض تعويضي لأوكرانيا بقيمة تصل إلى 165 مليار يورو، عبر مطالبة جميع المؤسسات في دول الاتحاد الأوروبي التي تحتفظ بأموال روسية باستبدالها بسندات الاتحاد الأوروبي ذات التصنيف الائتماني AAA التي تصدرها المفوضية، على أن تُدفع هذه الأموال إلى أوكرانيا على أقساط خلال العامين المقبلين.
ولتوزيع مخاطر الانتقام الروسي، ترغب بلجيكا في أن تتخذ الدول الأخرى في مجموعة السبع، التي تحتفظ بأصول سيادية روسية، مثل بريطانيا وكندا واليابان، خطوات مشابهة لدعم أوكرانيا.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يوم 25 نوفمبر استعداد لندن للتحرك مع الاتحاد الأوروبي بشأن تقديم الدعم المالي لأوكرانيا باستخدام الأصول الروسية المجمدة، فيما أفادت صحيفة الغارديان أن لندن مستعدة لتسليم ثمانية مليارات جنيه إسترليني من الأصول المجمدة لدعم كييف.
وأعلنت كندا في أكتوبر أنها ستستكشف إمكانية استخدام أصول روسية مجمدة لديها، في حين لم تحدد اليابان بعد موقفها النهائي، لكنها لم تستبعد إمكانية تقديم الدعم المالي باستخدام الأصول الروسية المجمدة في ولايتها القضائية.
وأكد كوستا أن الحفاظ على تمويل أوكرانيا وقدرتها على القتال يمثل أولوية للاتحاد الأوروبي، حيث يرى الاتحاد في غزو روسيا لأوكرانيا تهديدًا مباشرًا لأمنه، مشيرًا إلى أن معظم دول الاتحاد الأوروبي ترى أن استمرار روسيا في النزاع العسكري في أوكرانيا يقلل من احتمال أن تشن هجومًا على أي دولة أوروبية، مما يمنح القارة وقتًا كافيًا لتعزيز قدراتها الدفاعية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض