تشهد واردات الهند من النفط الروسي ارتفاعًا ملحوظًا خلال شهر مايو، متجهة نحو تسجيل أعلى مستوى لها منذ عشرة أشهر، وسط زيادة الاعتماد على شحنات الخام القادمة من الموانئ الشرقية لروسيا، ويأتي هذا التحول في سياق إعادة ترتيب سلاسل التوريد التي تعطّلت نتيجة العقوبات الأميركية الواسعة على موسكو.
واردات الهند من النفط الروسي
وفقًا لبيانات شركة "كبلر" (Kpler)، بلغت مشتريات الهند – الواقعة في جنوب آسيا – من النفط الروسي حتى الآن خلال الشهر الجاري حوالي 1.98 مليون برميل يوميًا، مع سيطرة خام الأورال على الحصة الأكبر من هذه الكميات، ويستمر هذا النمو في الواردات بعد أن تراجعت في فبراير الماضي إلى أدنى مستوياتها خلال 14 شهرًا، بفعل التأثير المباشر للعقوبات الأمريكية على حركة تجارة النفط الروسية، بحسب ما نشرته "بلومبرج".
وبدأت ناقلات نفط غير خاضعة للعقوبات، منذ ذلك الحين، في الانخراط مجددًا ضمن حركة التجارة، كما كثفت شركات التكرير الهندية جهودها بالتعاون مع التجار وشركات الشحن ووسطاء آخرين، لضمان استمرار تدفق النفط الروسي منخفض التكلفة، وتُظهر بيانات "كبلر" أن الهند استوردت خام "سوكول" من شرق روسيا في شهر أبريل للمرة الأولى منذ أكتوبر من العام الماضي.
وكشفت البيانات أن متوسط حجم واردات النفط الخام من الموانئ الشرقية – بما فيها خام "إسبو" – بلغ حوالي 225 ألف برميل يوميًا حتى الآن في مايو، ما يعادل زيادة بنحو 60% مقارنةً بشهر أبريل، في حال استمرار هذا الاتجاه حتى نهاية الشهر، كما أن هناك عشر شحنات من خام "إسبو" مُقرر تحميلها في يونيو باتجاه الهند، وهي كمية تقترب من أعلى المستويات التاريخية.
يُشار إلى أن الهند أصبحت أحد أبرز مستهلكي النفط الروسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، حيث استفادت شركات التكرير الهندية من الخصومات الكبيرة على أسعار الخام لتعزيز هوامش أرباحها. وفي ضوء ذلك، وتخطط عدة شركات تكرير مملوكة للدولة، ومن بينها شركة "إنديان أويل" – أكبر شركة تكرير في البلاد – إلى توسيع مشترياتها من السوق الفورية خلال العام الجاري.