استحوذت شركة "روسنفت" الروسية، أكبر شركة نفط في البلاد والمملوكة للدولة، على شركة "فوستوك إنجينيرينج" (Vostok Engineering) – المالكة لحقوق تطوير مشروع "تومتور"، أحد أضخم مكامن المعادن النادرة في سيبيريا، وذلك في صفقة أُبرمت في 20 مايو الجاري، وفقاً للسجل التجاري الوطني في روسيا.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التوجيهات التي أصدرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في نوفمبر الماضي، والتي دعا فيها إلى المضي قدمًا في تطوير مشروع "تومتور" سواء من خلال الملاك الحاليين، أو عبر استقطاب مستثمرين جدد، أو حتى بدعم مباشر من الدولة، وفقًا لـ "بلومبرج".
وقد تعطّل العمل في المشروع خلال الفترة الماضية نتيجة العقوبات الغربية التي فُرضت على روسيا عقب حربها على أوكرانيا في عام 2022، والتي حرمت موسكو من الوصول إلى التكنولوجيا الغربية الضرورية لتطوير مشاريع معقّدة مثل هذا المشروع.
موقع وأهمية مشروع "تومتور"
يقع مشروع "تومتور" في أقصى الشرق الروسي، على بعد نحو 430 كيلومتراً من بحر أوخوتسك، ويُصنّف كواحد من أكبر المواقع المعروفة عالمياً للمعادن النادرة، وتُقدّر وزارة تنمية الشرق الأقصى والمنطقة القطبية احتياطيات الموقع بنحو 154 مليون طن من الخامات، ويحتوي على معادن وعناصر استراتيجية مثل "المونازيت"، و"البيروكولور"، و"النيوبيوم"، و"السكنديوم".
وتشير مصادر مطلعة في الحكومة الروسية إلى أن المشروع طُرح كخيار محتمل للتعاون مع الولايات المتحدة في حال التوصل إلى اتفاق سلام يُنهي الحرب في أوكرانيا، وقد ناقشت أطراف روسية هذا الاحتمال منذ أبريل الماضي، معتبرة أن مشروع "تومتور" يمكن أن يكون مدخلاً لبدء حوار اقتصادي مع واشنطن.
الاهتمام الأمريكي بالمعادن النادرة
في ظل تصاعد التوترات التجارية مع الصين وقرار بكين بخفض صادرات المعادن النادرة، تسعى الولايات المتحدة بشكل متزايد إلى تنويع مصادرها لتأمين هذه المواد الحيوية، وتُعدّ المعادن النادرة مكوّنًا أساسيًا في الصناعات الدفاعية الأمريكية، حيث تدخل في تصنيع محركات الطائرات النفاثة، أنظمة توجيه الصواريخ، الحواسيب المتقدمة، الرادارات، ومعدات البصريات والاتصالات.
وقد صنّفت إدارة الرئيس دونالد ترمب هذه المعادن على أنها من "الركائز الأساسية لقاعدة الصناعات الدفاعية الأميركية"، ما يُفسر الاهتمام الكبير بفرص الحصول على مصادر جديدة خارج النفوذ الصيني.
روسيا تُجهّز قائمة مشاريع لجذب الاهتمام الأمريكي
بحسب مصادر في موسكو، تعمل الحكومة الروسية على إعداد قائمة من المشاريع والأصول التي تأمل أن تثير اهتمام الولايات المتحدة، حال التوصل إلى تسوية سياسية، وتضم القائمة، إلى جانب مشروع "تومتور"، مشروعات أخرى في قطاعات الطاقة والمناطق القطبية الشمالية.