كشف المهندس طارق الجمال رئيس مجلس إدارة مجموعة «ريدكون بروبرتيز»، أن الشركة مملوكة بالكامل لشركة «ريدكون للتعمير»، مع العلم بأن الاخيرة تتواجد بالسوق منذ أكثر من 30 عامًا؛ حيث كانت بداية انطلاقتها في مدينة الغردقة حتى أصبحت الشركة إحدى اكبر الشركات العاملة في مجال المقاولات في مصر وكان أبرز تعاون للشركة في تنفيذ مشروعات الدولة في 2018 من خلال تنفيذ أحد برجي «ذا جيت» بالعلمين الجديدة والذي يرمز إلي بوابة أوروبا لإفريقيا، وظل البرج الذي بنته ريدكون هو أطول برج على السواحل الأفريقية وأعلي برج على ساحل المتوسط قاطبة حتى لحق به البرج المقابل ليشكل البرجين البوابة.
وأضاف في حوار سابق لـ«العقارية»، أن «ريدكون بروبرتيز» تم تأسيسها منذ حوالي 6 سنوات، مستكملة مسيرة شـقيقاتها في قطاع التطوير العقاري واللآتي بدأن بالعمل كمطور عقاري من خلال تنفيذ الوحدات الإداريـــة الفاخـــرة Build-to-suit لتناسب احتياجات مقار الشركات الدولية ومتعددة الجنسيات المرموقة في التجمع الخامس مثل برايس وترهاوس كوبرز، Regus، ليوفارما، هيل انترناشيونال، ABB GPX، وفاركو واليكترولوكس، مقر QNB، وبنك قناة السويس وغيرها من الكيانات المحلية والدولية.
أقرأ أيضًا.. شركة «ريدكون بروبرتيز».. اسم يرتكز على إرث الخبرات التراكمية الممتد لأكثر من ثلاثة عقود
جانب من مشروعات ريدكون بروبرتيز
وتابع: «أود أن أذكر أن شركة ريدكون قد قامت بتنفيذ أول مركز بيانات من الجيل الرابع لأحد أبرز اللاعبين في مجال مراكز البيانات وهي شركة GPX الأمريكية؛ حيث تقدم الأخيرة خدمة مميزة Tier4 Uptime Institute CA حيث تضمن عدم انقطاع التيار الكهربائي عن عملاؤها سوى 6-8 ثواني فقط خلال العام من أجل ضمان استدامة الأعمال، وتعمل الشركة أيضًا بتطبيق معايير الاستدامة كأحد المحاور الرئيسية لأعمالها».
واستكمل قائلًا: «لا نستنكف أن نتعلم ونطبق كل ما هو جديد في السوق وذلك لأن صناعة المقاولات بطبيعتها هي أفقر صناعة في العالم من حيث تبنّي الرقمنة والتكنولوجيا في عملياتها اليومية، خلال رحلة التحول الرقمي مرت ريدكون للتعمير بطفرات: من BIM إلى الذكاء الاصطناعي وإدارة الأصول».
جانب من مشروعات ريدكون بروبرتيز
وأوضح أن الشركة أدركت أن التكنولوجيا هي المفتاح لرفع مستوى الأداء وتعزيز الإنتاجية، مما دفعها إلى الاستثمار بقوة في نمذجة معلومات البناء (BIM) وإدارة موارد المؤسسة (ERP)، إلى جانب التوسع مؤخرًا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) وإدارة الأصول. كما عززت الشركة شراكاتها مع كبرى الكيانات التكنولوجية مثل أوتوديسك العالمية لضمان استخدام أحدث الحلول الرقمية في جميع مراحل المشروع، كما أن شركة ريدكون هي من أفضل الشركات في السوق المصري التي تستخدم سحابة أوتوديسك Acc بمختلف المشروعات التي تنفذها.
واستكمل قائلًا: «من خلال BIM، تمكنت الشركة من تحقيق أعلى دقة في التصميمات، وتجنب التعارضات بين التخصصات المختلفة، مما قلل من معدلات إعادة العمل وأدى إلى تقليل التكاليف الزمنية والمالية بنسب كبيرة، كما مكنتها هذه التقنية من تحسين التنسيق بين فرق العمل المختلفة، سواء داخل الموقع، المكاتب، أو خارج البلد نفسها، أيضًا قامت الشركة بتطبيق أنظمة إدارة موارد المؤسسة (Oracle ERP) لتوحيد عملياتها وتحسين الكفاءة التشغيلية».
وأوضح أن هذه الأنظمة مكّنت ريدكون من إدارة البيانات والمعلومات المتعلقة بالمشروعات بكفاءة ودقة، بما في ذلك إدارة الجداول الزمنية، رؤوس الأموال سواء كانت المالية والبشرية، مما حقق التكامل بين الإدارات ودعّم اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة.
وأشار إلى أن ريدكون من أوائل من عقدت شراكة استراتيجية مع شركة أوتوديسك العالمية في إطار سعيها لتبنّي أحدث التقنيات في قطاع التشييد، عززت ريدكون شراكتها مع أوتوديسك، إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال البرمجيات الهندسية، استفادت الشركة من حلول السحابة الرقمية للإنشاءات Autodesk Construction Cloud وكنا أول من يتبنى ACC في مصر والتي توفر بيئة متكاملة لإدارة المشروعات، مما ساعد في تحسين التواصل بين الفرق المختلفة وتخزين واسترجاع البيانات بشكل آمن ومركزي، كما ساعدت هذه الأدوات في تعزيز التحليل الذكي للبيانات، مما مكن الشركة من تحسين عمليات التخطيط والتنفيذ.
وأكد أن هذه الشراكة لم تقتصر على استخدام الأدوات البرمجية فقط، بل شملت أيضًا مبادرات تدريبية وتطويرية لموظفي ريدكون، لضمان الاستفادة القصوى من هذه التقنيات.
جانب من مشروعات ريدكون بروبرتيز
وأشار إلى الجهود أسهمت في رفع مستوى كفاءة الفرق الهندسية وزيادة تبني التقنيات الرقمية داخل الشركة، مما عزز من مكانتها في السوق المحلي والإقليمي.
وتابع: «في إطار رؤيتها الطموحة لمستقبل التشييد، بدأنا بتكوين Data Hub حيث كانت ريدكون من أوائل الشركات التي بدأت في الاستثمار في نماذج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي (AI) لتعزيز عمليات التحليل والتنبؤ واتخاذ القرار، من خلال تطبيق تقنيات التعلم الآلي وتحليل البيانات الضخمة، تسعى الشركة إلى تحسين عمليات الصيانة الوقائية، وتقليل المخاطر، وتعزيز سلامة المواقع. كما يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة الموارد، من خلال تحليل البيانات لاكتشاف أنماط الأداء وتحسين توزيع العمالة والمواد والموارد في المشروعات».
وأكد أن ريدكون في تطوير أنظمة إدارة الأصول (Asset Management) لضمان دورة حياة طويلة للأصول والمعدات. يهدف هذا الاستثمار إلى تحسين الصيانة الدورية، وتقليل الأعطال غير المتوقعة، وزيادة كفاءة تشغيل الأصول. يساعد النظام في تتبع المعدات والبنية التحتية بدقة، مما يمكن الشركة من تحسين عمليات التشغيل والصيانة وتقليل التكاليف على المدى الطويل، مؤكدًا أنه بفضل التزامها بالتحول الرقمي، ضمنت ريدكون تنفيذ مشروعاتها وفق أعلى معايير الجودة وفي الوقت المحدد. أثمرت كل هذه الجهود في زيادة رضاء العملاء.
وتابع: «أرى أن الاستدامة أصبحت من أهم العوامل التي تسهم في زيادة الأرباح وتحقيق العوائد المستهدفة لشركات القطاع الخاص؛ حيث أن التقنيات المستدامة تسهم في تقليل تكاليف التشغيل والصيانة، وتجذب المزيد من العملاء الأجانب والشركات متعددة الجنسيات، وبالتالي فإن شركة ريدكون تحرص على استدامة تطوير هذه التقنيات في مشروعاتها».
وأشار إلى أن مشـــروع «جــولدن جيــت» أحـــد أبــرز الأمثلة على نجـــاح ريدكــون في تطبيــق التحـــول الرقمــي، حيث استفاد بشكل كبير من BIM والبيئة المشتركة للبيانات (CDE) وتقنيات إشراك المقاولين في مرحلة مبكرة (Early Contractor Engagement).
جانب من مشروعات ريدكون بروبرتيز
ولفت إلى أن هذه التقنيات ساهمت في اكتشاف 85 % من المشكلات الإنشائية خلال مرحلة التصميم، مما أدى إلى تقليل الأخطاء الهندسية، وتحسين كفاءة التنفيذ، وتوفير الوقت والتكاليف، والأهم من ذلك كله أنه يعد مشروعًا لا ورقيًا Paperless .
واستكمل: «لا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل بعد مرحلة التنفيذ سيظل يعتمد المشروع على نماذج BIM المتكاملة والبيانات المستخرجة من جميع مراحل المشروع لنقلها إلى مرحلة إدارة المرافق (Facility Management)، يتيح ذلك للمشغلين والمسؤولين عن إدارة الأصول الوصول إلى بيانات دقيقة حول المباني، مما يساعد في تحسين الصيانة، وإطالة عمر الأصول، ومن المتوقع أن يساهم هذا النهج في خفض تكاليف التشغيل بنسبة تصل إلى 15 %، مما سينعكس إيجابياً على عملاؤنا بوفورات مالية وزمنية.».