ارتفاع سعر النحاس لأعلى مستوى منذ عام عامين.. لهذا السبب


بنسبة 20%.. ارتفاع كبير في الطلب العالمي على النحاس

السبت 18 مايو 2024 | 11:27 صباحاً
النحاس
النحاس
العقارية

يشهد العالم ارتفاعاً قياسياً كبيراً في الطلب على النحاس، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعارها في الوقت الذي تتهافت فيه الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة على توسيع استثماراتها في سوق النحاس وزيادة حصتها السوقية منه.

مناجم النحاس

وبدأت إدارة بايدن في الاجتماع مع المستثمرين المحتملين بشأن الاستحواذ على حصة في مناجم شركة في زامبيا بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار، وهي الشركة التي تمتلك واحداً من أكبر مناجم النحاس في العالم.

ارتفاع سعر النحاس لأعلى مستوى منذ عام 2022

وقال تقرير نشرته جريدة "وول ستريت جورنال"، واطلعت عليه "العربية.نت"، إن التنافس على صناعة النحاس لا يقتصر على الشركات الأميركية، حيث أبدت شركات من السعودية والإمارات واليابان اهتمامها بالاستحواذ على حصة في شركة "فيرست كوانتوم مينيرالز".

وتقول الصحيفة إن التنافس الحالي على شراء حصة في هذه الشركة الزامبية يُعد جزءاً من الاندفاع العالمي للحصول على المزيد من النحاس، وهو عنصر رئيسي في كل شيء بدءاً من السيارات الكهربائية إلى خطوط النقل ومراكز البيانات التي تدعم ثورة الذكاء الاصطناعي.

واستعرضت الصحيفة العديد من الصفقات المحتملة ومحاولات الاستحواذ لدول مهمة على شركات تعمل في مجال إنتاج النحاس، وفسرت ذلك بأنه يعود إلى "الجهود المبذولة على مدى سنوات من أجل بناء الإمدادات من المعادن بالغة الأهمية للتحول إلى الطاقة الخضراء".

ارتفاع الطلب على النحاس

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على النحاس مع إغلاق بعض المناجم أو تقليص إنتاجها، حيث ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنحاس بنسبة 20% هذا العام، بحسب ما رصدت "وول ستريت جورنال".

وليس لدى الولايات المتحدة وزارة للتعدين، أو صندوق ثروة سيادي، وهذا يضعها في وضع غير مؤاتٍ في مواجهة الصين، التي تستطيع توجيه الشركات المملوكة للدولة إلى الاستثمار بكثافة بغض النظر عن أداء أسعار السلع الأساسية. وهذا يعني أنه يتعين على الحكومة الأميركية أن تعمل مع الشركات الخاصة في الداخل والخارج، لحثها على الاستثمار في أصول مفيدة للمصالح الوطنية.

ولفتت "وول ستريت جورنال" إلى أن عاموس هوشستاين وهو أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، كان محوراً أساسياً في هذه الجهود، حيث كان هوكشتاين وفريق صغير من وزارة الخارجية يسافرون حول العالم، ويجتمعون مع المسؤولين الحكوميين في إفريقيا ومع المستثمرين الأميركيين في اليوم التالي من أجل الترتيب لهذه الصفقات.

وقال هوشستاين: "ليس لدينا الكثير من الإمدادات الجديدة القادمة عبر العالم.. ما يقلقني هو أنه حتى عندما يتم الاكتشاف، فقد يستغرق الأمر ما بين سبعة إلى 15 عاماً قبل ظهور أول النحاس".

وخصصت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار لتطوير البنية التحتية المحلية، بما في ذلك الطاقة النظيفة وخط السكك الحديدية الذي يربط بين أنغولا والكونغو وزامبيا لتصدير المعادن المهمة.

وأضاف هوشستاين إنه وفريقه أوضحوا للحكومات الإفريقية أن الولايات المتحدة تحاول طرح نموذج بديل لن يؤدي إلى الديون والفساد والتدهور البيئي. وقال: "نحن نضع أموالنا حيث أفواهنا".

قطاع التعدين

وجزء أساسي من الجهود الأميركية هو مؤسسة تمويل التنمية الدولية، وهي وكالة اتحادية تساعد في تمويل المشاريع في الخارج. حيث وافقت الوكالة على استثمار 740 مليون دولار العام الماضي في قطاع التعدين، ارتفاعاً من 245 مليون دولار كانت قد التزمت بها في مشاريع التعدين القديمة.

كما تجري الوكالة حالياً محادثات لتمويل منجم للنحاس بمليارات الدولارات في باكستان، والذي، عندما يبدأ العمل في عام 2028، سيكون من بين أكبر مشاريع النحاس في العالم، بحسب مصادر مطلعة على المشروع.

وفي الوقت نفسه، تقوم شركات التعدين الصينية، بدعم من الحكومة، بشراء الأصول المتعلقة بالنحاس بسرعة، وفي دول الحزام والطريق، التي لا تشمل البرازيل أو أستراليا، أنفقت الصين أكثر من 19 مليار دولار العام الماضي على المعادن واستثمارات التعدين، بزيادة 158% عن عام 2022، وذلك بحسب بيانات صادرة عن مركز التمويل الأخضر والتنمية بجامعة فودان في شنغهاي.

وفي أحدث مثال على مساعي بكين في هذا المجال، تجري شركة صينية محادثات متقدمة لشراء شركة (Chemaf) وهي شركة لإنتاج المعادن تعمل على تطوير منجم للكوبالت والنحاس في الكونغو، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.