ترسل ترقية الرئيس الصيني شي جين بينغ لشخصية تكنوقراط خدمت لمدة طويلة، لتصبح على رأس قيادة البنك المركزي في الحزب الشيوعي، برسالة مفادها أن صانعي السياسة سيتجنبون أي تحوّلات جذرية في الوقت الحالي، فيما يواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم تحدياً لاستعادة زخمه.
يشير تعيين بان قونغ شنغ أمس السبت كرئيس للحزب في بنك الشعب الصيني إلى أن البنك سيواصل المسار نفسه، بما يتفق مع نهجه الأخير المتمثل في خفض أسعار الفائدة بشكل طفيف فقط، وتشجيع البنوك على إقراض المزيد من القطاعات المستهدفة. يأتي ذلك في الوقت الذي واجهت فيه الحكومة دعوات لمزيد من التحفيز في الأسابيع الأخيرة حيث لا تزال البيانات تظهر أن الاقتصاد يفقد قوته.
قال كريستوفر بيدور، نائب مدير أبحاث الصين في شركة "غافيكال دراغونوميكس" (Gavekal Dragonomics): "من الواضح تماماً أن القيادة تفضّل الاستمرارية مع هذا الاختيار بالذات. القيادة وبنك الشعب الصيني يدركان تماماً أن "بان" هو شخصية ذات قدر ويحظى باحترام كبير من قبل المستثمرين المحليين والعالميين، وقد استفادا أحياناً من هذه الحقيقة".يمتلك "بان"، صاحب الـ59 عاماً، سيرة ذاتية حافلة بالمناصب العليا في البنوك التجارية الصينية ومهام بحثية في هارفرد وكامبريدج، إذ تم تكليفه للمساعدة في توجيه اقتصاد الصين للخروج من ركود ما بعد "كوفيد" مع تصاعد المخاوف بشأن الضعف المستمر في مجالات، مثل الإنفاق الاستهلاكي والعقار.
مع ذلك، يترك تعيينه أسئلة رئيسية دون إجابة حول دور بنك الشعب الصيني في مرحلة يجري فيها "شي" تعديلات في المناصب العليا التي تشرف على النظام المالي. لم يتمكّن "بان" من الانضمام إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي خلال التعديلات التي أُجريت في قيادته مرتين كل عقد العام الماضي، وهي مكانة احتفظ بها سلفه "قوه شوكينغ" في البنك المركزي.
تقاعد "شوكينغ" أمس السبت من منصبه في الحزب، بينما تخلى محافظ بنك الشعب الصيني الحالي "يي غانغ" عن منصبه كنائب لرئيس الحزب في البنك. كانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد ذكرت في وقت سابق أن "بان" سيتولى منصب المحافظ، والذي تنفرد الحكومة بالتعيين فيه، وهو الأمر الذي سيشهد عودة البنك المركزي إلى سابق عهده في العقود الأخيرة من خلال شغل كلا المنصبين الرفيعين من قبل شخص واحد.