تسيطر حالة من التذبذب على أسواق الذهب، ما بين ارتفاعات طفيفة يليها انخفاضات في الأسعار بنفس حجم وتيرة الارتفاعات، وطبقًا لخبراء الذهب فإن ما تشهده الارتفاعات والانخفاضات الحالية فى أسعار الذهب لا يتوجب تصنيفها بذلك وإنما يطلق عليها اضطرابات وعدم استقرار.
ولفت الخبراء، إلى أن الحالة السائدة حاليا في أسواق الذهب هى الهبوط، وذلك بعد ما هبطت أسعار المعدن الأصفر قرابة الـ 300 جنيه، منذ آخر سعر للذهب إلى الآن.
ويقول الدكتور سيد خضر، الخبير الاقتصادى، إن هبوط أسعار الذهب وثباته مبدئيا بغض النظر عن التذبذبات الطفيفة الحالية ليست محل صدفة، وإنما هناك عوامل أدت إلى انخفاض أسعار الذهب فى الأسواق المصرية، مشيرا إلى أن أسعار الذهب لن تعاود الارتفاع مجددا وإنما ستواصل هبوطا إلى حين الاستقرار إلى سعر معين، ومن ثم الثبات عليه أو حدوث تذبذبات غير مؤثرة، كما يحدث عادة فى أسعار الذهب بصورة معتادة، وإن ارتفاع الأسعار وانخفاضها له معايير يتم قياسه بها فالذهب يشهد ارتفاعا وانخفاضا حين يتعدى مقدار التغير فى السعر قرابة الـ100 جنيه على سبيل المثال.
وأشار خضر، إلى أنه رغم ارتباط الذهب ارتباطا وثيقا بسعر الذهب عالميا، كما أنه من المفترض أن يتبع سوق الذهب فى مصر بالنسبة للأسعار أسواق الذهب العالمية، إلا أن التسعير الخاص بأسعار الذهب في مصر له معايير أخرى يتبعها.
فعلى سبيل المثال، يرتبط التسعير الخاص بأسعار الذهب في مصر بتسعير سعر الدولار أمام الجنيه المصرى، بالإضافة إلى أن تسعير الذهب لا يخضع لرقابة حقيقية وإنما تتحكم فيه حركة تسعير عشوائي من قبل تجار الذهب حينا، ومن طرف المضاربين في الأسواق الموازية حيناً آخر.
ما الأسباب وراء هبوط سعر الذهب بعد الارتفاعات الماضية؟
ذكر خضر، أن هناك بعض الأسباب التى كان بدورها أدت إلى هبوط سعر الذهب، ومنها طرح سلعة الذهب من خلال صناديق استثمار فى البورصة المصرية، بجانب انخفاض الطلب بعدما لجأ الكثير من المستثمرين وراغبى الشراء من المواطنين العاديين للمشغولات الذهبية إلى الشراء بكميات كبيرة عند حدوث الارتفاعات غير المبررة، ظنا أن يستمر الحال وتظل هيمنة السوق الموازى على سعر الدولار الذى يؤثر تأثيرا كبيرا على أسعار الذهب.
ولفت إلى أن اتجاه أصحاب القرار باتخاذ إجراءات تتيح إمكانية دخول المصريين العاملين بالخارج بما مقداره 150 جراما من الذهب فقط بدون أية رسوم جمركية سيكون له تاثيرا ملحوظا ناحية تطبيق توازن فى أسواق الذهب المصرية.
ما السبب وراء انخفاض الذهب عالميا؟
يوضح الخبير الاقتصادى، أن السبب القائم وراء انخفاض سعر الذهب العالمى هو اتخاذ الفيدرالى بصفة مستمرة قرارات برفع الفائدة مما يؤثر على عجلة الإنتاج والاقتصاد القومى للدولة بشكل عام ونتيجة ذلك كما هو معروف من وراء إجراءات الاستمرار فى رفع الفائدة تباعاً حدوث ارتفاعات فى أسعار السلع المختلفة بالإضافة إلى معاناة الاقتصاد الأمريكى خلال الفترة الحالية من ارتفاع نسبة البطالة.
كل هذه العوامل تعذي كأسباب رئيسية لهبوط أسعار الذهب عالميا، فمن غير المرجح أن يتم تجاهل مشاكل رئيسة تتعلق بأسعار واحتياجات ضرورية يحتاجها المواطن والاتجاه إلى شراء ذهب.