لم تسلم
أسعار الذهب فى مصر ليلة الإثنين الماضي، من قفزة جديدة جراء ارتفاع السعر
العالمى، ليصعد المعدن الأصفر حينها إلى مستويات تاريخية تخطت الألف جنيه، وبذلك
يسجل ثانى أعلى قفزة له فى السوق المحلى منذ خفض قيمة الجنيه فى 21 مارس الماضى.
ومن
جانبه قال نادى نجيب، سكرتير شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، إن أسعار الذهب
المحلية ترتبط بالعديد من العوامل التى تسهم فى قفزات المعدن الأصفر التى نراها
خلال الفترة الراهنة، وأهمها سعر الدولار وتراجع قيمة الجنيه أمام العملات
الأجنبية، مؤكدا أن الدولار محرك رئيسى لسعر الذهب فى مصر، نظرا لأن التجار يقومون
بشراء الذهب بالعملة الأجنبية، وبالتالى أى تحرك فى سعر الأخضر يؤدى بالتبعية الى
تحرك جديد فى سعر عيار الذهب على المستوى
المحلى.
واوضح
سكرتير شعبة الذهب، فى تصريحات خاصة لجريدة العقارية، أن ارتفاع سعر النفط عالميًا، يلعب دورا فى زيادة توقعات ارتفاع بورصات المعادن الثمينة، كما
يتأثر السعر العالمى أيضا ببيانات التضخم فى أمريكا والتى تكون لها آثار كبرى على
سعر المعدن الأصفر.
وأرجع
"نجيب" استمرار حالة الارتباك بأسعار الذهب محليا، نتيجة تداعيات الحرب
الروسية الأوكرانية، وتصريحات فلاديمير بوتين الأخيرة حول فشل المصالحات بين
الجانبين، واستمرار الوضع القائم من الصراع، مما يسهم فى ارتفاع السعر العالمى
نتيجة زيادة الطلب عليه كملاذ آمن وقت الحرب والأزمات، وذلك نتيجة زيادة الترقب
والخوف من استمرار زيادة مستويات التضخم، واستمرار فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا.
وتوقع
"نجيب" أن استقرار سعر الذهب فى محلات الصاغة بمصر، لن يحدث إلا مع هدوء
الأوضاع الاقتصادية والسياسية على الصعيد العالمى، لأن السعر المحلى مرهون
بالبورصة العالمية، مؤكداً أنه حتى مع استقرار تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية فإن
الذهب لن يهبط لأدنى من مستوى 900 جنيه للجرام.
وفيما
يتعلق بمصير الذهب العالمى، فى ظل التوقعات الراهنة بشأن رفع الفائدة الأمريكية خلال
شهر مايو المقبل، أوضح أنه مع التوقعات باتخاذ مجلس الفيدرالى الأمريكى قرار برفع الفائدة
50 نقطة فإن ذلك من شأنه التأثير سلباً على المعدن الثمين، لأن الفائدة المرتفعة تدعم
الدولار مما يقلص من فرص الإقبال على الذهب عالمياً.
وكسر
الذهب حاجز 1000 جنيه محلياً فى بداية تعاملات الإثنين الماضى، وسيطرت عليه حالة
من الارتباك على الأسواق طوال الأسبوع الماضى، بينما استمر الذهب فى الصعود
ليتجاوز حاجر 1120 جنيه فى بعض الأوقات، مسجلاً بذلك مستويات تاريخية جديدة، فى ظل
استمرار تفاقم تداعيات الحرب الروسية التى تعد الدافع الأول لارتفاع أسعار الذهب.