أكد محمد الشعار، وزير الاقتصاد والصناعة السوري، أن مشاركته في افتتاح معرض "صُنع في السعودية" يعكس التزام سوريا بتطوير الصناعة الوطنية وتعزيز التكامل الاقتصادي مع المملكة العربية السعودية.
وقال الشعار خلال كلمته في معرض صنع في السعودية، الذي تُعد فيه سوريا ضيف شرف، إن المعرض أصبح منصة عربية رائدة تجسد قدرة المنطقة على الابتكار والتصنيع والمنافسة العالمية.
وأشار الشعار إلى أن المملكة العربية السعودية تبني نموذجًا اقتصاديًا متكاملًا يجمع بين الاستقرار السياسي والطموح الاجتماعي والنهج الاقتصادي المتوازن، معربًا عن امتنانه للدعم التاريخي الذي قدمته السعودية لسوريا في رفع العقوبات الجائرة وفتح الأبواب أمام الصناعة السورية. وأضاف أن هذا الدعم أسهم في تمهيد طريق عودة سوريا إلى الساحة الاقتصادية الإقليمية والدولية.
وأوضح الوزير السوري أن بلاده تدخل مرحلة جديدة من إعادة الإعمار الاقتصادي والصناعي وفتح أبواب الاستثمار وتمكين القطاع الخاص وتوسيع الشراكات الإقليمية، مؤكدًا أن معرض "صُنع في السعودية" يمثل منصة ملهمة للعمل مع المملكة كتوأم اقتصادي حقيقي.
وأشار الشعار إلى أن المشاركة السورية في المعرض ليست حضورًا رمزيًا، بل بداية لشراكات صناعية وتجارية واستثمارية واسعة تشمل مجالات الطاقة، الصناعات التحويلية، الزراعة والغذاء، الأدوية والتكنولوجيا الحيوية، الصناعات النسيجية والهندسية، اللوجستيات والتجارة البينية. وأكد أن الهدف هو حضور المنتجات السورية بقوة في الأسواق السعودية، وترحيب بالمنتجات السعودية للمساهمة في إعادة الإعمار والتنمية داخل سوريا.
وأضاف الوزير أن سوريا تقدم اليوم أحد أكثر البيئات الاستثمارية الواعدة في المنطقة، مشيرًا إلى ثلاثة أسباب رئيسية: فرص ضخمة في مشاريع إعادة الإعمار، تكامل اقتصادي متنامٍ مع دول الخليج، وإرادة حكومية واضحة لتسيير الاستثمار وتوفير الضمانات والحوافز وتهيئة بيئة قانونية جذابة.
وأوضح أن الحكومة السورية أطلقت حزمة متكاملة لدعم المستثمرين تتضمن حماية رأس المال، إعفاءات ضريبية وجمركية، تشريعات حديثة، ومناطق صناعية جديدة بالشراكة مع القطاع الخاص، إضافة إلى نافذة استثمارية موحدة لتسهيل الإجراءات. كما أعلن عن العمل مع المملكة لوضع أول برنامج تعاون استثماري سعودي-سوري يتيح مشاريع مشتركة ذات أثر اقتصادي كبير.
وأشار الشعار إلى أن الاستثمار في سوريا لا يقتصر على السوق المحلية فقط، بل يمتد إلى الأسواق العربية من الخليج إلى المتوسط، مؤكدًا قدرة رأس المال السعودي على أن يكون شريكًا رئيسيًا في إعادة بناء الصناعة السورية، بالتوازي مع خبرات الصناعة السورية في توسيع حضور المنتجات السعودية في الأسواق الجديدة.
واختتم وزير الاقتصاد السوري كلمته بالتأكيد على أن ما يجمع سوريا والسعودية ليس مصالح اقتصادية فحسب، بل مصير مشترك وتاريخ واحد ومستقبل مشترك يُبنى على التعاون والشراكة، مؤكدًا أن أبواب سوريا ستظل مفتوحة لكل شراكة صادقة.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض