شهدت الأسواق العالمية، اليوم الاثنين، تحركات ملحوظة في سوق العملات، مع صعود الين الياباني قبل أسبوع بالغ الأهمية من المنتظر أن يشهد قرارات مصيرية من عدد من البنوك المركزية الكبرى بشأن أسعار الفائدة، إلى جانب صدور بيانات أمريكية رئيسية قد يكون لها تأثير مباشر على توجهات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي خلال العام الجديد.
الين الياباني يوسع مكاسبه بدعم من توقعات رفع الأجور
وارتفعت العملة اليابانية بنسبة 0.5% لتصل إلى مستوى 155.08 ين مقابل الدولار، مواصلة مكاسبها التي حققتها في وقت مبكر من جلسة التداول، عقب إعلان بنك اليابان أن غالبية الشركات التي شملها استطلاع حديث تتوقع رفع الأجور في السنة المالية 2026 بوتيرة قريبة من المعدلات الحالية.
هذا التطور عزز رهانات المستثمرين على توجه بنك اليابان نحو مزيد من التشديد النقدي، في ظل استمرار تحسن مؤشرات سوق العمل وزيادة الضغوط التضخمية الناتجة عن نمو الأجور.
توجهات محتملة لبنك اليابان وتحركات مرتقبة
وفي سياق متصل، أفادت وكالة بلومبرج بأن بنك اليابان المركزي يتجه إلى بيع جزء من حيازاته من صناديق الاستثمار المتداولة في وقت مبكر من شهر يناير المقبل، في خطوة قد تعكس تحولًا تدريجيًا في سياسته النقدية التحفيزية التي استمرت لسنوات.
كما أظهر مسح منفصل في وقت سابق من اليوم أن ثقة الشركات اليابانية الكبرى سجلت أعلى مستوياتها خلال أربع سنوات في الربع المنتهي في ديسمبر، وهو ما يعزز النظرة الإيجابية للاقتصاد الياباني على المدى القريب.
الأسواق تترقب قرارات بنك اليابان وتوجيهات المحافظ
وقال كريستوفر وونج، خبير العملات لدى بنك أو.سي.بي.سي، إن البيانات الأخيرة دعمت توقعات رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة، مشيرًا إلى أن الأسواق تضع بالفعل احتمال رفع الفائدة خلال اجتماع يوم الجمعة المقبل.
وأضاف أن تركيز المستثمرين سينصب بشكل أساسي على تصريحات محافظ البنك كازو أويدا، لا سيما فيما يتعلق بمسار تشديد السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
الدولار النيوزيلندي يتراجع وسط إشارات مخالفة لتوقعات السوق
وعلى صعيد العملات الأخرى، جاءت تحركات الدولار النيوزيلندي أكثر وضوحًا مقارنة بنظرائه، بعدما عارض كبير المصرفيين المركزيين في البلاد توقعات الأسواق بشأن رفع أسعار الفائدة خلال العام المقبل.
وانخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.36% ليصل إلى 0.5781 دولار في أحدث التعاملات، في ظل تراجع شهية المستثمرين تجاه العملة.
ترقب عالمي لقرارات البنوك المركزية الأوروبية
وتتجه الأنظار هذا الأسبوع أيضًا إلى قرارات مرتقبة من بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي بشأن أسعار الفائدة، في وقت تشهد فيه الاقتصادات الأوروبية تحديات تتعلق بالنمو والتضخم.
وفي هذا الإطار، تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.13% إلى مستوى 1.3364 دولار، بينما انخفض اليورو بنسبة 0.06% ليسجل 1.1733 دولار.
بيانات أمريكية مؤجلة تعيد رسم توقعات الأسواق
في الولايات المتحدة، يستعد المستثمرون لاستقبال حزمة من البيانات الاقتصادية التي تأخر صدورها بسبب الإغلاق الحكومي التاريخي، والتي من شأنها تقديم مؤشرات طال انتظارها حول أداء أكبر اقتصاد في العالم.
ومن المقرر صدور تقرير الوظائف لشهر نوفمبر غدًا الثلاثاء، على أن تصدر بيانات التضخم يوم الخميس، وسط ترقب واسع لتأثيرها على قرارات السياسة النقدية المقبلة.
الدولار الأمريكي يتحرك قرب أدنى مستوياته في شهرين
واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من العملات الرئيسية، بالقرب من أدنى مستوى له في نحو شهرين عند 98.37 نقطة، وهو المستوى الذي سجله الأسبوع الماضي.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد خفض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي، إلا أن رئيسه جيروم باول أشار إلى أن خفضًا إضافيًا لتكاليف الاقتراض في المدى القريب لا يزال غير مرجح، في ظل انتظار صناع السياسة لمزيد من الوضوح بشأن مسار الاقتصاد الأمريكي.
تراجع الدولار الأسترالي وصعود اليوان الصيني
وفي آسيا، انخفض الدولار الأسترالي بنسبة 0.17% إلى مستوى 0.6643 دولار، بينما ارتفع اليوان الصيني في التعاملات المحلية إلى أعلى مستوى له في أكثر من عام، مسجلًا 7.0497 يوان مقابل الدولار، مدعومًا بتحسن المعنويات الاقتصادية.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض