تراجع النفط عالميًا بعد تقارير عن موافقة أوكرانيا على اتفاق سلام محتمل مع روسيا

تراجعت أسعار النفط العالمية، اليوم الثلاثاء، بعدما نقلت تقارير إعلامية عن مسؤول أمريكي قوله إن أوكرانيا وافقت على شروط اتفاق سلام محتمل، ما أثار توقعات بحدوث تغييرات كبيرة في خريطة الإمدادات العالمية.

أسعار النفط العالمية

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو دولار واحد، أو 1.6%، لتسجل 62.37 دولارًا للبرميل، كما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 97 سنتًا، أو 1.7%، ليصل إلى 57.87 دولارًا للبرميل.

وقال مسؤول أمريكي إن أوكرانيا وافقت على شروط تسوية سياسية مع روسيا، حسبما ذكرت شبكة ABC.

صفقة سلام روسية أوكرانية برعاية أمريكية

أشار رستم عمروف، رئيس مجلس الأمن القومي الأوكراني، إلى إمكانية زيارة الرئيس فولوديمير زيلينسكي للولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، لإتمام صفقة سلام مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنهي الحرب الدائرة منذ عام 2022.

وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى "يو بي إس"، إن التقارير الإعلامية تشير إلى موافقة أوكرانيا، لكن الأمر يتطلب خطوة مماثلة من روسيا، مؤكدًا أن موقف موسكو لا يزال غامضًا.

ويأتي هذا وسط توقعات بأن يؤدي أي اتفاق سلام بين البلدين إلى رفع جزء من العقوبات المفروضة على موسكو، ما يسمح بتدفق كميات أكبر من النفط الروسي إلى الأسواق ويزيد الضغوط على الأسعار.

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت 1.3% في تعاملات يوم أمس الإثنين مع تصاعد الشكوك في إمكانية حدوث اتفاق، وهو ما خفّض توقعات زيادة الإمدادات الروسية دون قيود.

وتزداد النظرة التشاؤمية لتوازن العرض والطلب في 2026، إذ تتوقع جهات بحثية أن يتجاوز نمو المعروض العالمي زيادة الطلب، مما يغذي المخاوف من فائض كبير في السوق.

وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في "فيليب نوفا"، إن الخطر الرئيسي على المدى القصير يتمثل في زيادة المعروض، مضيفة أن مستويات الأسعار الحالية معرّضة للضغط.

مشتريات النفط الروسي

في سياق موازٍ، خفضت بعض شركات التكرير الهندية، وعلى رأسها شركة "ريلاينس"، مشترياتها من النفط الروسي بسبب العقوبات الجديدة على شركتي روسنفت ولوك أويل، والتي تحد من بيع المنتجات المكررة من الخام الروسي إلى أوروبا.

ومع ضيق خيارات البيع، تسعى موسكو لتعزيز صادراتها النفطية إلى الصين، وقد ناقش الجانبان بالفعل سبل التوسع في هذا الملف، وفق تصريحات نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك.

وفي تحليلات السوق العالمية، قال "دويتشه بنك" في مذكرة إن فائضًا لا يقل عن مليوني برميل يوميًا قد يواجه السوق في عام 2026، مضيفًا أنه لا يوجد مسار واضح للعودة إلى العجز حتى عام 2027. 

ووصف المحلل مايكل هسويه الطريق إلى عام 2026 بأنه يظل هبوطيًا.

أسعار الفائدة الأمريكية

وجدت أسعار النفط بعض الدعم من التوقعات المتزايدة بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه يومي 9 و10 ديسمبر، إذ يميل خفض الفائدة إلى دعم النمو الاقتصادي، ما قد يعزز الطلب العالمي على النفط.

وقالت ساشديفا إن سوق النفط يعيش حاليًا حالة شد وجذب بين مخاوف فائض المعروض وآمال تحسن الطلب المدعوم بسياسات نقدية أكثر تيسيرًا.