الحكومة الهندية تعتبر انفجار نيودلهي "عملا إرهابيا".. تفاصيل


الجريدة العقارية الاربعاء 12 نوفمبر 2025 | 07:53 مساءً
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي
حسين أنسي

شهدت العاصمة الهندية نيودلهي انفجاراً وصفته الحكومة الهندية بأنه عمل إرهابي، وذلك بعد يوم واحد من حادث مماثل في إسلام أباد، أسفر عن مقتل 12 شخصاً، بينهم أربعة من رجال الأمن. 

هذه الأحداث المتزامنة عززت التوتر الإقليمي بين الهند وباكستان، وأثارت تساؤلات واسعة حول الجهة المسؤولة عن الهجومين وتوقيت حدوثهما.

تفاصيل الانفجارين

أكدت السلطات في إسلام أباد أن الهجوم كان انتحارياً، بينما أشار بعض شهود العيان إلى احتمالات أخرى، ما ألقى بظلال من الغموض على الملابسات الدقيقة للحادث. 

ويأتي الانفجار بعد سلسلة من الهجمات الكبيرة في باكستان خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، شملت هجومًا على كلية عسكرية في وزيرستان وانفجاراً استهدف ناقلة للجيش في ديرا إسماعيل خان، ما أسفر عن إصابات ووفيات بين صفوف الجنود.

على الجانب الهندي، صرحت الحكومة بأن انفجار نيودلهي يُعد عملاً إرهابياً، في وقت لم تُعلن فيه بعد عن تفاصيل الجهات المنفذة. ويرى مراقبون أن هذه الأحداث تأتي في ظل صمت رسمي هندي مريب، وهو ما أثار القلق لدى السلطات الباكستانية والمحللين الأمنيين.

الموقف الباكستاني وردود الفعل

حتى الآن، لم تصدر باكستان أي تصريحات رسمية حول انفجار نيودلهي، إلا أن مصادر مقربة من المؤسسة العسكرية أكدت أن القوات الباكستانية في حالة تأهب قصوى برًا وجوًا وبحرًا، خشية أن يُستخدم انفجار نيودلهي ذريعة لهجوم محتمل على أراضيها.

وأشار الإعلامي الباكستاني كامران خان إلى أن الإعلام الهندي يميل إلى إلقاء اللوم على باكستان في مثل هذه الحوادث، وهو أمر متوقع ضمن الخطاب الإعلامي التقليدي، لكنه يضيف توتراً على العلاقات الثنائية. 

وأضاف أن أجهزة الاستخبارات الباكستانية كانت قد حذرت سابقًا من أن الهند قد تستغل مثل هذه التفجيرات ذريعة لشن عمليات مماثلة، مستشهداً بما حدث بعد مقتل السياح في كشمير الذي أدى إلى اندلاع صراع قصير بين البلدين.

كما أكد المحلل الأمني محمد مبارك خان أن انفجار نيودلهي قد يُستخدم ذريعةً لتصعيد عسكري ضد باكستان، مشيراً إلى أن التوتر على الحدود مع أفغانستان يضيف مخاطر إضافية، ويجعل أي صدام محتمل كارثياً على كلا البلدين والمنطقة بأسرها.

التداعيات الإقليمية

تأتي الانفجارات في وقت حساس يشهد تصاعد التوتر بين الهند وباكستان، مع استمرار الضغوط الأمنية في باكستان والهجمات المتكررة على أهداف عسكرية وأمنية. 

ويعتقد بعض المحللين أن الانفجارات المتزامنة قد تكون جزءًا من استراتيجية تباين التوتر بين القوى الإقليمية، سواء من قبل الاستخبارات الهندية أو الباكستانية، بهدف خلق ذريعة أو تخفيف الضغط عن جهة معينة.

وأكدت حركة طالبان الباكستانية أن لها لا علاقة لها بانفجار إسلام أباد، معتبرة أن ما حدث قد يكون من صنع أجهزة استخبارات تعمل على "خلط الأوراق".

الاستنتاج

تشير الأحداث الأخيرة إلى تصاعد التوتر الإقليمي بين الهند وباكستان، مع بقاء الغموض حول الجهات المنفذة للانفجارات. ويظل الوضع متأرجحاً وخطيراً، مع احتمالات تصعيد أمني وعسكري في المنطقة، خصوصاً في ظل العلاقات المتوترة بين باكستان وأفغانستان والهند.