النفط يستقر قرب 64 دولارًا مع توازن بين قرارات أوبك+ ومخاوف فائض الإمدادات

استقرت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الإثنين، مع توازن السوق بين زيادة محدودة في إنتاج تحالف أوبك+ وخطط المجموعة لوقف أي زيادات جديدة في الربع الأول من عام 2026، وسط مخاوف من فائض في المعروض العالمي وبيانات اقتصادية ضعيفة من آسيا.

أسعار النفط العالمية

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.4% إلى 64.53 دولارًا للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.5% إلى 60.67 دولارًا للبرميل.

وكانت أوبك+، التي تضم منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاءها، قد اتفقت أمس الأحد على زيادة الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا في ديسمبر، مع قرار بتعليق الزيادات خلال الربع الأول من العام المقبل.

وقال محللون في مجموعة SEB للخدمات المالية إن هذا القرار لن يغيّر من فائض المعروض المتوقع، لكنه يؤكد حرص أوبك+ على استقرار الأسعار، مضيفين أن عام 2026 لن يشهد انهيارًا حادًا للسوق كما يخشى البعض.

توقعات سعر خام برنت في 2026

رفعت مورجان ستانلي توقعاتها لسعر خام برنت في النصف الأول من 2026 إلى 60 دولارًا للبرميل بدلًا من 57.5 دولارًا، مشيرة إلى تأثير قرار أوبك+ وقيود الإمدادات الروسية.

وفي المقابل، كانت وكالة الطاقة الدولية قد توقعت الشهر الماضي فائضًا عالميًا في المعروض يصل إلى 4 ملايين برميل يوميًا العام المقبل، بينما تتوقع أوبك توازنًا بين العرض والطلب.

وحذر محللون في بنك RBC الكندي من أن روسيا تظل البطاقة الجامحة في معادلة الإمدادات، في ظل العقوبات الأمريكية على شركتي روسنفت ولوك أويل، واستمرار الهجمات على منشآت الطاقة، وقد أدى هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية يوم الأحد إلى اندلاع حريق في ميناء توابسي الروسي على البحر الأسود.

وفي آسيا، أظهرت استطلاعات الشركات استمرار ضعف النشاط الصناعي في الصين والهند خلال أكتوبر، وهو ما أثر على توقعات الطلب في أكبر منطقة استهلاك للنفط عالميًا.

وقال باتريك بويان، الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز، إن نمو الطلب الصيني تباطأ منذ 2020 مع التوسع في الطاقة الخضراء، لكنه أبدى تفاؤله بشأن الطلب الهندي على المدى الطويل.

الدولار الأمريكي

ساهم الدولار الأمريكي القوي في الضغط على الأسعار، إذ ظل عند أعلى مستوى في ثلاثة أشهر مقابل سلة العملات الرئيسية، ما رفع تكلفة الخام على المشترين من خارج الولايات المتحدة.

ويأتي ذلك في وقت أشار فيه محافظ الاحتياطي الفيدرالي ستيفن ميران إلى أن السياسة النقدية ما زالت مقيدة بشدة، بينما حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من احتمال تنفيذ عمليات عسكرية في نيجيريا ما أضاف بُعدًا جيوسياسيًا جديدًا للسوق.