هبوط حاد للين بعد تثبيت أسعار الفائدة في اليابان وسط تقييم المستثمرين لاتفاق ترامب وشي


الجريدة العقارية الخميس 30 أكتوبر 2025 | 04:48 مساءً
الين الياباني
الين الياباني
محمد شوشة

هبط الين الياباني، اليوم الخميس، بشكل حاد بعد أن أبقى بنك اليابان أسعار الفائدة دون تغيير عند 0.5%، بينما ظلت العملات الأخرى في نطاقات ضيقة مع تقييم المستثمرين لاتفاق التجارة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج.

الين الياباني

أعلن ترامب موافقته على خفض الرسوم الجمركية على الصين مقابل استئناف بكين شراء فول الصويا الأمريكي، والحفاظ على تدفق صادرات المعادن النادرة، وتضييق الخناق على التجارة غير المشروعة للفنتانيل.

أبقى بنك اليابان على أسعار الفائدة عند 0.5%، كما كان متوقعًا، في ختام اجتماع السياسة النقدية الذي استمر يومين، لكنه كرر تعهده بمواصلة زيادة تكاليف الاقتراض إذا تحرك الاقتصاد بما يتماشى مع توقعاته. 

ورأى المستثمرون أن القرار كان حذرًا من جانب البنك، إذ دعا اثنان فقط من صناع السياسات إلى زيادة أسعار الفائدة، وهو نفس العدد في سبتمبر، مما يؤكد على الوتيرة التدريجية للبنك المركزي في تطبيع السياسة النقدية.

وقدم محافظ بنك اليابان كازو أويدا، في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع، القليل من التفاصيل بشأن الموعد المتوقع لرفع أسعار الفائدة، مما زاد الضغوط على الين الياباني.

الدولار الأمريكي

على صعيد الأسواق، ارتفع الدولار الأمريكي في الآونة الأخيرة بنحو 1% مقابل الين إلى أعلى مستوى في ثمانية أشهر ونصف عند 154.18 ين، وارتفع اليورو 0.9% إلى 178.8 ين، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق، في حين صعد الجنيه الإسترليني بنسبة 0.7% إلى 202.9 ين، رغم الضغوط المستمرة على العملة البريطانية.

وقال سيم موه سيونج، استراتيجي العملات في بنك سنغافورة: "السوق لم تكن تتوقع رفع أسعار الفائدة على أي حال، لكن شعرت بخيبة أمل نوعًا ما لأن عدد المعارضين ظل عند اثنين، وهناك تناقض هنا بين بنك اليابان الذي لا يزال حذرًا في رفع أسعار الفائدة، والاحتياطي الفيدرالي الذي يتوخى الحذر في خفض أسعار الفائدة".

وفي الأسواق العالمية الأوسع، انخفضت الأسهم بينما ارتفعت عائدات السندات مع استيعاب المتداولين لأخبار اجتماع ترامب وشي في كوريا الجنوبية.

وأشاد ترامب، في الأيام الأخيرة، بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع شي لتهدئة التوترات التجارية، لكن معظم المستثمرين ظلوا حذرين بشأن مدى استدامة هذا الاتفاق، في ظل تجارب سابقة شهدت بدايات واعدة تبعها انتكاسات.

وأشار فينسنت تشان، الخبير الاستراتيجي في شؤون الصين لدى أليثيا كابيتال، إلى أن الصين والولايات المتحدة تُعدان أهم منافسين استراتيجيين لبعضهما البعض في السياق العالمي، وبالتالي فإن أي اتفاق تجاري بينهما سيكون غير مستقر بطبيعته وقد تتغير مواقفه من كلا الجانبين مع مرور الوقت.

اليورو والجنيه الإسترليني

في آخر التعاملات، انخفض اليورو بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.1590 دولار أمريكي قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي، الذي لا تتوقع الأسواق خلاله أي تغيير في السياسات، وظل الجنيه الإسترليني قرب أدنى مستوى له في خمسة أشهر ونصف يوم الأربعاء، وبلغ سعره في آخر التعاملات 1.3167 دولار أمريكي.

وحصل الدولار الأمريكي على دفعة إضافية بعد تعليقات متشددة من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، الذي قال إن الانقسام في السياسة داخل البنك المركزي الأمريكي ونقص البيانات بسبب إغلاق الحكومة الفيدرالية قد يجعل خفض أسعار الفائدة بعيدًا عن متناول اليد هذا العام.

وقرر الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعًا، وأعلن أنه سينهي السحب من ميزانيته العمومية في الأول من ديسمبر، وتراجعت احتمالات قيام البنك بخفض إضافي لسعر الفائدة في ديسمبر إلى نحو 68%، بعد أن تم تسعيرها بالكامل تقريباً قبل قرار يوم الأربعاء.