حذر الخبير المالي المعروف بيتر شيف، من أن الارتفاع الحاد في أسعار الذهب خلال الفترة الماضية لا يُعد انتعاشًا للمعدن الأصفر، بل هو إشارة واضحة إلى تفاقم أزمة الدولار الأميركي، مؤكدًا أن الاحتفاظ بالسيولة النقدية بات مخاطرة حقيقية قد تُفقد أصحابها جزءًا كبيرًا من أموالهم.
وخلال مقابلة عبر قناة كيري لوتز للنجاة المالية "Kerry Lutz's Financial Survival Network" على YouTube ، قال شيف إن تأجيل صُناع القرار للخطوات الاقتصادية الصعبة هو ما أدى إلى تفاقم الأزمة، مشيرًا إلى أن "مستويات الذهب الحالية ليست حركة عادية في السوق، بل تعكس ضعفًا منهجيًا في الدولار".
وأضاف شيف أنه يتوقع وصول سعر الذهب إلى 5 آلاف دولار للأونصة خلال هذا العام بسهولة، وربما إلى 20 ألف دولار للأونصة خلال السنوات المقبلة، نتيجة كميات الأموال الضخمة التي طُبعت وستُطبع مستقبلًا، داعيًا الناس إلى مراقبة التطورات وحماية ثرواتهم.
وقال شيف: "أعتقد أن الكثير من الناس سيخسرون أموالهم في أزمة الدولار هذه، والتي أرى أن الذهب يُنذر بها"، مؤكدًا أن محافظي البنوك المركزية أنفسهم استخدموا الذهب تاريخيًا كأداة للتحكم في السياسة النقدية.
وأشار شيف إلى أن السياسات المالية المتساهلة تُشكل خطرًا مباشرًا على المدّخرين اليوميين، قائلاً إن الاحتفاظ بالنقد أو مطاردة مكاسب أسهم التكنولوجيا والعملات المشفرة لم يعد خيارًا آمنًا في ظل استمرار التضخم وتآكل القوة الشرائية.
وتابع: "إذا كنتَ تحتفظ بسيولة نقدية كبيرة، فستخسر أموالك، خصوصًا إن كانت بالدولار الأميركي. حتى لو ربحت 4% من صندوق سوق نقدي، فهذه الأرباح لن تعني شيئًا، لأن تلك الدولارات نفسها ستشتري كميات أقل من السلع".
واختتم شيف حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في الذهب بات وسيلة ضرورية للتحوط، مشيرًا إلى أن سوق العملات المشفرة يبدو قريبًا من انهيار تام، وأن الاقتصاد العالمي يواجه أزمة مالية كبرى تلوح في الأفق.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض