تراجع طفيف في أسعار النفط وسط مخاوف من فائض في المعروض

شهدت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا يوم الثلاثاء، في وقتٍ يقيّم فيه المستثمرون قرار "أوبك بلس" بشأن زيادة متواضعة في الإنتاج، بالتوازي مع مؤشرات على احتمال حدوث فائض في المعروض العالمي خلال الأشهر المقبلة.

الأسعار في تراجع رغم جلسة صعود سابقة

خام برنت تراجع بمقدار 39 سنتًا أو ما يعادل 0.6% ليصل إلى 65.08 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 13:21 بتوقيت غرينتش.

أما خام غرب تكساس الوسيط الأميركي فانخفض 38 سنتًا أو 0.62% مسجلًا 61.31 دولارًا للبرميل.

يأتي هذا التراجع الطفيف بعد مكاسب تجاوزت 1% في الجلسة السابقة، مدفوعة بتفاعل السوق مع قرار الإنتاج الأخير من "أوبك بلس".

قرار "أوبك بلس" أقل من التوقعات

قررت منظمة أوبك وشركاؤها بقيادة روسيا – في تحالف "أوبك بلس" – رفع الإنتاج بمقدار 137 ألف برميل يوميًا فقط بدءًا من نوفمبر المقبل، وهو أقل من توقعات السوق التي كانت تترقب زيادة أكبر.

ويرى مراقبون، من بينهم محللو بنك ING، أن هذه الخطوة تعكس نهجًا حذرًا من قبل المنظمة في ظل التقديرات بحدوث فائض محتمل في المعروض خلال الربع الرابع من عام 2025 والعام المقبل.

الطلب في آسيا يعوّض جزئيًا ضغوط العرض

رغم القلق بشأن المعروض، أظهرت مؤشرات من الهند ارتفاعًا قويًا في الطلب على النفط:

ارتفع طلب الهند على الوقود بنسبة 7% على أساس سنوي في سبتمبر، بحسب بيانات وحدة تخطيط وتحليل البترول (PPAC).

في المقابل، أشار بنك جي بي مورغان إلى ارتفاع مخزونات النفط العالمية – بما في ذلك النفط المخزن في الناقلات – بمقدار 123 مليون برميل خلال شهر سبتمبر، ما يعزز مخاوف العرض الزائد.

الصين تسرّع بناء احتياطاتها الاستراتيجية

تعمل الصين على تعزيز أمن الطاقة من خلال الإسراع في بناء مواقع احتياطيات نفطية استراتيجية، وفقًا لبيانات تجارية ومصادر في القطاع، في خطوة تهدف إلى مواجهة التقلبات المحتملة في السوق العالمي.

الجغرافيا السياسية تُبقي الأسعار تحت السيطرة

تواصل التوترات الجيوسياسية، خصوصًا بين روسيا وأوكرانيا، التأثير في حركة أسعار النفط، عبر حالة من عدم اليقين بشأن مستقبل الإمدادات الروسية.

وفي تطور ميداني، تعرضت مصفاة كيريشي الروسية لهجوم بطائرة مسيّرة في 4 أكتوبر، أدى إلى تعطيل أكبر وحدة تقطير فيها. ووفق مصادر في القطاع، فإن استعادة التشغيل قد تستغرق قرابة شهر.

تحليل السوق: توازن هش بين العوامل المتضادة

علق المحلل في بنك يو بي إس (UBS)، جيوفاني ستونوفو، بأن السوق لا يزال مترقبًا لأثر زيادة المخزونات العالمية على الأسعار، خاصة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، رغم وجود إشارات إيجابية على صعيد الطلب في بعض الاقتصادات الناشئة.