تشهد منطقة شرق البحر المتوسط تحولاً محورياً في مشهد الطاقة الإقليمي، تقوده شركة إنرجين عبر سلسلة من المشاريع النوعية التي تجمع بين تأمين الإمدادات وتقليل الانبعاثات، ما يمهد لمرحلة جديدة من الاستدامة الاقتصادية والطاقية في المنطقة.
وفي مقابلة خاصة مع شبكة CNN الاقتصادية، أكد الرئيس التنفيذي للشركة ماثيو ريغاس أن المشروع الجديد الذي تعمل عليه إنرجين في قبرص يمثل «نقطة تحول تاريخية» في ملف الطاقة الأوروبي، مشيراً إلى أن الجزيرة «هي آخر دولة في أوروبا ما زالت تعتمد على الديزل لتوليد الكهرباء».
وأضاف ريغاس أن المشروع يهدف إلى نقل الغاز من منشأة إنرجين العائمة لإنتاج الغاز (FPSO) قبالة سواحل إسرائيل، إلى قبرص عبر خط أنابيب مباشر بتكلفة تقديرية تبلغ نحو 400 مليون دولار، موضحاً أن «المشروع سيحدث فارقاً كبيراً في أمن الطاقة وخفض الانبعاثات في البلاد». ومن المنتظر أن يزوّد المشروع محطة طاقة جديدة بالغاز بحلول مارس 2026، عقب الحصول على الموافقات النهائية من الحكومتين القبرصية والإسرائيلية.
ريغاس: العالم يعيد ترتيب أولوياته بين الأمن الطاقي والبيئة
يرى ريغاس أن التحول في مشهد الطاقة العالمي بات واضحاً، إذ تغيّرت الأولويات من التركيز الكامل على معايير البيئة والحوكمة وتقليل الانبعاثات (ESG) إلى الاهتمام المتزايد بأمن الإمدادات ودور الطاقة في دعم الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن العالم «يحتاج إلى طاقة موثوقة لتغذية النمو الصناعي والتقني»، مؤكداً أن احتجاز الكربون سيظل «عنصراً محورياً في استراتيجيات الشركة المستقبلية في أوروبا».
وفي هذا السياق، تبرز مبادرة إنرجين في اليونان كأحد المشاريع الرائدة في مجال احتجاز وتخزين الكربون، حيث تنفذ الشركة أول مشروع في البحر المتوسط لتخزين ثاني أكسيد الكربون في حقل نفطي مستنفد. ويستهدف المشروع تخزين نحو 3 ملايين طن سنوياً، ما يعادل 30 إلى 40% من إجمالي الانبعاثات الصناعية في اليونان، بتمويل من الاتحاد الأوروبي ودعم مباشر من الحكومة اليونانية.
وأشار ريغاس إلى أن إنرجين «في طليعة الجهود الأوروبية لإزالة الكربون»، مؤكداً أن الشركة تساعد الصناعات الثقيلة، مثل مصانع الأسمنت والمصافي، على خفض بصمتها الكربونية دون فقدان قدرتها التنافسية.
إنرجين تواصل الاستثمار رغم التحديات الجيوسياسية
ورغم التحديات السياسية في المنطقة، تواصل إنرجين توسعها بثقة واستقرار. وقال ريغاس: «نحن نعمل في بيئات معقدة، لكننا ملتزمون بإنتاج طاقة نظيفة وبأسعار معقولة. استثمرنا في إسرائيل منذ عام 2016، ونجحنا في تطوير حقل كاريش بسرعة رغم الصعوبات والحرب، ولم نتوقف عن الإنتاج».
وأضاف: «النفط والغاز لا يُوجدان في أماكن سهلة مثل سويسرا، لذلك نعمل في مناطق تحتاج إلى الشجاعة والمرونة. نحن لسنا هنا لحل النزاعات السياسية، بل لتوفير الطاقة».
وأشار إلى أن الشركة ما زالت تحظى بثقة الأسواق المالية رغم انسحاب بعض المستثمرين من قطاع النفط والغاز تحت ضغط معايير ESG، إذ أصدرت مؤخرًا سندات بقيمة 400 مليون يورو بأسعار فائدة مواتية، وجمعت أكثر من ملياري دولار لمشروعاتها في إسرائيل.
واختتم ريغاس حديثه قائلاً: «المستثمرون ما زالوا يبحثون عن القصص الصحيحة، وعن فرق الإدارة القادرة على تحقيق نتائج ملموسة، وهذا بالضبط ما تقدمه إنرجين اليوم».
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض