شهدت أسواق النفط العالمية أمس ارتفاعًا ملحوظًا قبل أن تتقلص المكاسب، إذ سجل مزيج برنت والخام الأمريكي الخفيف ارتفاعًا أوليًا بنسبة 1.5% قبل أن تتراجع إلى حوالي نصف نقطة مئوية، بارني جراي، محلل النفط الخام العالمي في "آي سي آي إس"، وصف هذه الارتدادة بأنها قد تكون مؤقتة ضمن سياق ضعف مستمر في أسواق النفط خلال الأسابيع المقبلة.
فائض المعروض يضغط على السوق
أوضح جراي أن فائض المعروض العالمي يمثل أحد العوامل الرئيسية للضغوط على الأسعار، على الرغم من أن العقوبات على روسيا قد تساعد مؤقتًا في تخفيف هذه الضغوط.
وأضاف أن أوبك ستضيف براميل إضافية في ديسمبر، بينما الإنتاج الأمريكي يواصل الأداء القوي عند مستويات عالية دون علامات ضعف.
الإنتاج الأمريكي ومرونته المتزايدة
فيما يتعلق بالإنتاج الأمريكي، أشار جراي إلى أن القطاع أصبح أكثر مرونة مقارنة بالسنوات السابقة، مشيرًا إلى أن شركات النفط قادرة الآن على تحقيق أرباح عند سعر خام يبلغ 60 دولارًا للبرميل، وهو ما يقلص الحاجة لرفع أسعار النفط بشكل كبير.
كما أوضح أن تكنولوجيا الحفر الحديثة خفضت التكاليف وزادت سرعة الإنتاج، ما يجعل الاقتصاديات النفطية الأمريكية أكثر قدرة على الاستجابة للطلب العالمي.
تأثير الإغلاق الحكومي على الطلب الأمريكي
وأكد جراي أن الإغلاق الحكومي الأمريكي يمكن أن يؤثر سلبًا على الطلب، خصوصًا على وقود الطائرات والديزل والنقل البري، نتيجة لتقليل عدد الرحلات الجوية وتأثر العمالة في قطاع النقل.
وأضاف أن شهر نوفمبر، مع موسم عيد الشكر، قد يشهد ضعفًا في الطلب إذا استمر الإغلاق.
الطلب العالمي والتهديدات القادمة
بالنسبة للسوق العالمية، أشار جراي إلى أن الطلب الصيني يظهر علامات انكماش، مع تراجع الصادرات في أكتوبر لأول مرة منذ أبريل 2024، بالإضافة إلى استمرار تأثير الحرب التجارية الأمريكية على الاقتصاد الصيني. وبالمثل، الطلب الأمريكي يواجه ضغوطًا، ما يضع توقعات الأسعار للعام المقبل تحت تهديد محتمل.
هيكلية السوق ومستقبل المنحنى
حول مستقبل عقود النفط، أشار جراي إلى أن السوق بدأ يتحرك نحو حالة كونتانغو، ما يعكس ضعف الطلب على البراميل على المدى القصير.
وأضاف أن استمرار العقوبات الروسية وشراء الهند والصين قد يدعم استقرار الأسعار، لكن السوق قد يبقى متقلبًا حتى ديسمبر المقبل.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض