السودان تعلن انخفاض وارد النيل الأزرق إلى 382 مليون م3 بعد إغلاق بوابات في سد النهضة


الجريدة العقارية الاربعاء 01 أكتوبر 2025 | 10:26 مساءً
سد النهضة
سد النهضة
حسين أنسي

أعلنت وزارة الزراعة والري السودانية اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر 2025، عن انخفاض كبير في الوارد المائي من النيل الأزرق، حيث تراجع من 750 مليون متر مكعب يوميًا خلال الأيام الماضية إلى نحو 382 مليون متر مكعب فقط، ما يشير إلى أن إثيوبيا أغلقت عدداً من بوابات المفيض في سد النهضة، مكتفية ببوابتين أو ثلاث فقط لتصريف الإيراد اليومي الناتج عن الأمطار الحالية والمقدر بنحو 300 مليون متر مكعب يوميًا.

وأكدت الوزارة أن هذا الإجراء الإثيوبي جاء بعد انخفاض منسوب بحيرة سد النهضة بنحو مترين ليصل إلى منسوب 638 مترًا، وهو نفس المستوى الذي سُجل في مثل هذا الوقت من العام الماضي، وتحديدًا في 5 سبتمبر 2024.

وأوضحت تقارير الرصد المائي أن فيضانات السودان هذا العام تُعد الأولى من نوعها التي تحدث في نهاية سبتمبر وأوائل أكتوبر، إذ كانت الفيضانات عادةً تضرب البلاد في شهر أغسطس، وهو منتصف موسم الأمطار. ويُعد أكتوبر الشهر الأخير من الموسم المطري بمتوسط إيراد يومي يبلغ نحو 200 مليون متر مكعب، مع توقعات من منظمة الإيجاد (IGAD) بأن تكون الكميات هذا العام أعلى قليلًا من المعدل الطبيعي.

وأشارت الوزارة إلى أن تخفيض تصريف المياه من سد النهضة جاء في اللحظات الأخيرة لتجنب كارثة محتملة كانت تهدد سد الروصيرص، الذي تبلغ سعته التخزينية 7 مليارات متر مكعب فقط، وكان يستقبل كميات ضخمة تتراوح بين 600 و750 مليون متر مكعب يوميًا على مدار الأيام العشرة الماضية، وهي كميات تتجاوز قدرة السد على التحمل إذا استمرت لفترة أطول.

ومن المتوقع، بحسب مصادر سودانية، أن تستمر إثيوبيا في فتح بوابتين فقط من مفيض السد طوال شهر أكتوبر في حال استمرار توقف التوربينات عن العمل، باعتبار أن تلك البوابات تمثل المنفذ الوحيد لتصريف مياه الأمطار في الوقت الراهن.

ويُذكر أن سد النهضة ما زال يثير جدلاً واسعًا في المنطقة، إذ يواصل التأثير على تدفقات المياه القادمة إلى السودان ومصر، وسط غياب اتفاق نهائي ملزم بين الدول الثلاث بشأن تشغيل السد وإدارته في فترات الملء والتصريف.