رئيس الوزراء البريطاني يرحب بالمبادرة الأمريكية للسلام ويدعو لإحياء حل الدولتين


الجريدة العقارية الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 | 04:36 مساءً
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر
محمد شوشة

رحب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، اليوم الثلاثاء، بالمبادرة الأمريكية الجديدة للسلام في الشرق الأوسط، مؤكدًا دعمه الكامل للجهود الرامية إلى إنهاء النزاع وإطلاق سراح الرهائن وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني، إن الوقت قد حان لإعادة الأمل إلى مسار حل الدولتين، بحيث تعيش إسرائيل بأمان إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة، مشددًا على ضرورة تحريك العملية السياسية لتحقيق سلام دائم في المنطقة.

 خطة السلام في غزة

في السياق ذاته، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن أمام حركة حماس مهلة تتراوح بين 3 إلى 4 أيام للرد على المقترح الأمريكي للسلام، مضيفًا: "إذا رفضت حماس الاتفاق، فستفعل إسرائيل ما يجب عليها فعله".

وأكد ترامب أنه ينتظر رد الحركة على مقترحات السلام، مشيرًا إلى أنه ركز خلال ولايته الأولى على إعادة بناء الجيش الأمريكي ليصبح الأقوى في العالم، وأنه سيواصل التركيز على هذا الملف في المرحلة المقبلة.

وكانت الولايات المتحدة، قد أعلنت، أمس، تفاصيل خطة السلام المقترحة لإنهاء الحرب في غزة، والتي تتضمن 20 نقطة رئيسية تهدف إلى إعادة الاستقرار للقطاع وتهيئة الأجواء لإنهاء الصراع المستمر منذ ما يقرب من عامين.

وبحسب التفاصيل المعلنة، وافقت إسرائيل رسميًا على المبادئ المقترحة، بينما لم تُبدِ حركة حماس موافقتها بعد، ما يجعل نجاح تنفيذ الخطة مرتبطًا بموافقة الطرف الفلسطيني المسلح، وتؤكد الخطة على الوقف الفوري للعمليات العسكرية في القطاع، مع تثبيت خطوط التماس الحالية، ما يعني تجميد أي تحركات هجومية من كلا الطرفين لحين تنفيذ بنود الاتفاق.

وتنص الخطة أيضًا على أن تقوم حماس بتسليم أسلحتها الهجومية بالكامل، على أن يتم تدمير منشآتها الإنتاجية العسكرية، وتركز على إطلاق سراح 20 رهينة إسرائيلية أحياء، وإعادة رفات أكثر من 20 آخرين يُعتقد أنهم لقوا حتفهم خلال 72 ساعة من بدء تنفيذ الاتفاق، ما يمثل خطوة إنسانية رئيسية في مسار السلام.

وفي المقابل، تلتزم إسرائيل بإطلاق سراح مئات المعتقلين من سكان غزة، وتقديم تسهيلات إنسانية عاجلة، حيث تؤكد الولايات المتحدة أن المساعدات الكاملة للقطاع سيتم إرسالها فور الموافقة المتبادلة على الخطة، بهدف تحسين الأوضاع المعيشية وتخفيف الأزمات الإنسانية الناجمة عن الحرب الطويلة.

وتتضمن المبادرة تصورًا لإدارة القطاع بعد وقف العمليات العسكرية، حيث ستتولى لجنة فلسطينية تكنوقراطية وغير سياسية الحكم مؤقتًا، تحت إشراف مجلس سلام دولي انتقالي يرأسه الرئيس الأمريكي ترامب، مع التأكيد على استبعاد حركة حماس من أي دور مباشر أو غير مباشر في الحكم أو الإدارة.

كما تتضمن الخطة برنامجًا واسعًا للتنمية الاقتصادية، يهدف إلى إعادة إعمار غزة بشكل شامل، وإعادة البنية التحتية للقطاع، مع تركيز على المشاريع التي تخدم المواطنين الفلسطينيين وتدعم الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، بما يخلق بيئة مناسبة للعيش الكريم ويقلل من احتمالية تجدد الصراعات.

وتؤكد الخطة على أن إسرائيل لن تحتل غزة أو تضمها، على أن يتم انسحاب قواتها تدريجيًا وفق مراحل زمنية محددة، لضمان الأمن والاستقرار في القطاع، مع مواصلة المراقبة الدولية لضمان الالتزام بالاتفاق.

وفي ختام بنود الخطة، تركت الولايات المتحدة الباب مفتوحًا أمام إمكانية قيام دولة فلسطينية في المستقبل، وذلك بعد استكمال مراحل الحكم الانتقالي وإعادة الإعمار، وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في غزة، ما يضع الأسس لمستقبل سلمي طويل الأمد في المنطقة، ويشكل خطوة مهمة نحو حل شامل للقضية الفلسطينية في إطار دولي وإقليمي متفق عليه.