أكد خبراء ومحللون سياسيون مصريون أهمية القمة العربية والإسلامية الطارئة التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة هذا الأسبوع، مشددين على أن انعقادها يأتي في لحظة بالغة الحساسية تتطلب توحيد المواقف العربية والإسلامية لمواجهة التحديات الراهنة وحماية الأمن القومي العربي.
وأوضح الخبراء في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية "قنا" أن القمة تمثل فرصة لإرسال رسائل قوية للمجتمع الدولي بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير الذي استهدف مقرات سكنية لعدد من قيادات حركة حماس في العاصمة القطرية، مؤكدين أن المطلوب هو تجاوز بيانات الإدانة التقليدية نحو خطوات عملية لدعم قطر والتصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة.
وفي هذا السياق، شدد الدكتور سمير فرج، المفكر والخبير الاستراتيجي المصري، على أن القمة تمثل منصة مهمة لتبني استراتيجية شاملة لوحدة الصف العربي، سياسيا واقتصاديا وإعلاميا وعسكريا، بما يحقق الردع المطلوب في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي تصاعدت وتيرته مؤخرًا.
وأكد أن المرحلة الراهنة تستدعي بناء منظومة أمنية عربية متكاملة لمواجهة الأخطار المباشرة المتمثلة في الاحتلال الإسرائيلي، وغير المباشرة التي تهدد استقرار المنطقة.
ومن جانبه، أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، وقوف مصر ودعمها الكامل لقطر في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، مشددا على أن القمة الطارئة ينبغي أن تصدر عنها مواقف عملية تعزز التضامن العربي والإسلامي وتدعم حق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال.
كما دعا إلى دراسة اتخاذ قرارات حاسمة تشمل مقاطعة شاملة لإسرائيل حتى توقف عدوانها على قطاع غزة والضفة الغربية.
بدوره، أشار عزت إبراهيم، رئيس تحرير صحيفة الأهرام ويكلي، إلى أن القمة ليست مجرد اجتماع للتشاور، بل محطة مفصلية تتطلب موقفًا سياسيًا واضحًا يرفض سياسات التهجير القسري ويضع خطوطًا حمراء أمام أي محاولات للتوسع العسكري الإسرائيلي في المنطقة.
وطالب القادة العرب بتفعيل الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية المتاحة للضغط على القوى الكبرى والمجتمع الدولي، وإعادة طرح المبادرة العربية للسلام بصيغة جديدة تتماشى مع التحولات الإقليمية والدولية.
كما شدد إبراهيم على أهمية أن تخرج القمة بآلية عملية لتنسيق الجهود الإعلامية والإنسانية، وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق، لافتًا إلى أن السيطرة على السردية الإعلامية باتت أحد أدوات الصراع، وأن العالم يجب أن يواجه الحقيقة الكاملة حول جرائم الاحتلال.
ويرى الخبراء أن قمة الدوحة تمثل لحظة اختبار للإرادة العربية والإسلامية في الدفاع عن القضايا المركزية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وحماية سيادة الدول العربية من أي اعتداءات خارجية، بما يساهم في صياغة موقف موحد يليق بحجم التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.