شعبة الأجهزة الكهربائية: ركود السوق سببه التشبع بعد الشراء العشوائي وعدم تناسب الأسعار مع الدخول.. وارتفاع النحاس عالميًا قد يدفع الأسعار للزيادة
قال جورج زكريا، رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية والمنزلية بالغرفة التجارية بالجيزة، إن الأجهزة الكهربائية تمثل عصب الحياة اليومية، وتعد ثاني أهم سلعة بعد السلع الغذائية والتموينية، مؤكدًا أنه لا يوجد منزل يمكن أن يستغني عن الأجهزة الكهربائية بمختلف أنواعها.
وأوضح زكريا، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «الصورة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة قناة «النهار»، أن حالة الركود التي يشهدها سوق الأجهزة الكهربائية حاليًا كانت متوقعة، مشيرًا إلى أن الشعبة توقعت منذ وقت سابق وصول السوق إلى مرحلة التشبع خلال عامي 2024 و2025، خاصة أن عام 2023 شهد معدلات شراء عشوائية وغير مسبوقة نتيجة الارتفاع الكبير في الأسعار، وهو ما أدى إلى حالة التشبع الحالية.
وأضاف رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية أن السبب الثاني للركود يتمثل في عدم تناسب أسعار الأجهزة الكهربائية مع دخول المواطنين، موضحًا أن هناك فجوة واضحة بين السعر ومستوى الدخل، رغم تراجع الأسعار بنحو 20% خلال الفترة الماضية، إلى جانب العروض والخصومات الكبيرة التي تقدمها الهايبر ماركت في أوقات متفرقة.
وأشار زكريا إلى أن العديد من الأسر اتجهت خلال الفترة السابقة إلى شراء احتياجاتها من الأجهزة الكهربائية مبكرًا، بدافع الخوف من استمرار موجات ارتفاع الأسعار، وبدلًا من الاحتفاظ بأموالها في البنوك، قامت بشراء الأجهزة بكميات كبيرة، ما أدى إلى تشبع الأسواق وتراجع معدلات الطلب في الوقت الحالي.
ولفت إلى أن مصر شهدت خلال السنوات الأخيرة إقامة عدد كبير من مصانع الأجهزة الكهربائية، والتي حققت طاقات إنتاجية مرتفعة، وكان الهدف الأساسي منها التوسع في التصدير إلى الخارج، خاصة إلى دول الخليج، مؤكدًا أن هذه التجربة حققت نجاحًا جيدًا، ويكفي أن اسم «صنع في مصر» أصبح موجودًا على العديد من السلع الكهربائية في الأسواق الخارجية.
وأوضح رئيس الشعبة أن أكثر الأجهزة التي تشهد ركودًا في المبيعات حاليًا هي الثلاجات والغسالات وأجهزة التكييف، مشيرًا إلى أن التكييف تحديدًا له طبيعة خاصة، نظرًا لارتباط شرائه بالمواسم، حيث يفضل المستهلك المصري شراء السلع في موسم استخدامها.
وأعرب جورج زكريا عن تفاؤله بعام 2026، قائلًا: «أنا متفائل، وكنت أطالب في الفترة الماضية بتخفيض الأسعار بنسبة تتراوح بين 10 و20% لتحقيق توازن في السوق وتنشيط المبيعات، لكن للأسف جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن»، موضحًا أنه تفاجأ بارتفاع أسعار النحاس عالميًا، حيث وصل سعر طن النحاس في البورصات العالمية إلى نحو 12 ألفًا و900 دولار، بما يعادل قرابة 600 ألف جنيه مصري.
وحذر رئيس شعبة الأجهزة الكهربائية من أن استمرار ارتفاع أسعار النحاس قد يؤدي إلى زيادة أسعار السلع الكهربائية خلال الفترة المقبلة، مطالبًا المصنعين بمحاولة الالتزام وضبط الأسعار قدر الإمكان، قائلاً: «نحاول نخفض شوية أو نثبت الأسعار علشان الناس تقدر تشتري ويكون فيه توازن حقيقي في السوق».
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض