قال محمود خيري، خبير السيارات، إن سوق السيارات في مصر شهد تحسنًا ملحوظًا خلال عام 2025، حيث ارتفعت مبيعات السيارات بنسبة 77% بوجه عام، فيما سجلت سيارات الملاكي وحدها زيادة قدرها 73%، مقارنة بعامي 2023 و2024، مشيرًا إلى أن هذا التطور جاء نتيجة استقرار سعر العملة وبدء السوق في استعادة المنطق بعد فترة طويلة من الاضطراب.
وأوضح خيري، خلال مداخلة عبر تطبيق «زووم» ببرنامج «الصورة» الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة قناة «النهار»، أن ما حدث في 2025 يُعد تصحيحًا للأوضاع وليس تعافيًا كاملًا، مؤكدًا أن السوق لا يزال بعيدًا عن الوصول إلى الحالة المثلى أو الأسعار المناسبة لقدرة المستهلك المصري.
وأضاف خبير السيارات أن التوكيلات اضطرت خلال عام 2025 إلى خفض أسعار السيارات على مدار العام، موضحًا أن نسب التخفيضات وصلت في بعض الأحيان إلى نحو 30% على بعض الماركات، في محاولة لتحريك السوق وتنشيط المبيعات في ظل زيادة المعروض.
وفيما يتعلق بسوق السيارات المستعملة، أوضح خيري أن تراجع الأسعار فيه لم يتجاوز 10% فقط، وهو ما لا يتناسب مع التراجعات الكبيرة في سوق السيارات الجديدة، مفسرًا ذلك بأن سوق المستعمل بطبيعته لا يخضع لضوابط واضحة أو مرجعية سعرية محددة، وإنما تحكمه رؤية صاحب السيارة نفسه. وقال: «ده سوق لا يحكمه ضابط أو رابط، ويخضع لهوى البائع، وفيه ناس كانت فاكرة في فترة من الفترات إنها ممكن تستثمر فلوسها في سلع استهلاكية زي السيارات، ودلوقتي مش مقتنعين إنهم يخسروا الخسارة دي». وأكد أن سوق المستعمل تحكمه الأهواء ولا توجد له مرجعية حقيقية.
وحول توقعاته لعام 2026، أكد خيري أن السوق سيشهد زيادة كبيرة جدًا في المعروض، مشيرًا إلى أن عام 2025 وحده شهد دخول 17 علامة تجارية جديدة إلى السوق المصري، من بينها علامتان أوروبيتان، بينما تمثل السيارات الصينية نحو 75% من هذه العلامات الجديدة. وأضاف أن شهر يناير 2026 سيشهد دخول أكثر من 18 سيارة جديدة إلى السوق، من بينها ثلاث علامات تجارية جديدة بالكامل، إلى جانب سيارات يتم تجميعها محليًا.
وأشار خبير السيارات إلى أن عدد التراخيص التي سجلها السوق في آخر شهر، والتي تجاوزت 19 ألف ترخيص، يعكس عودة السوق إلى معدلات التراخيص التي كانت سائدة قبل فترة الركود، إلا أن الفارق الرئيسي يتمثل في أن هذه التراخيص أصبحت موزعة على أكثر من 30 إلى 40 علامة تجارية، مقارنة بالسابق حينما كان السوق يعتمد على 7 أو 8 علامات فقط.
وأكد خيري في ختام تصريحاته أن سوق السيارات لم يتعافَ بشكل كامل حتى الآن، رغم الانتعاشة النسبية التي شهدها خلال عام 2025، موضحًا أن القوة الشرائية للمستهلكين لا تزال ضعيفة، وأن ارتفاع نسبة المبيعات لا يعني بالضرورة تعافي السوق، نظرًا لوجود معروض ضخم يقابله طلب محدود. وأضاف أن السوق كان قد انتقل من مرحلة الركود إلى الكساد في عام 2023، إلا أن عام 2025 يمثل تعافيًا نسبيًا مقارنة بعامين وصفهما بـ«الأسودين» وهما 2023 و2024، اللذان شهدا عشوائية كبيرة في التسعير.
تابعوا آخر أخبار العقارية على نبض