توقعت شركة Trafigura Group أن يتخطى نمو الطلب على النفط في الهند الارتفاعات الأساسية في الصين خلال العام الجاري، في ظل تحولات اقتصادية عالمية وتغيرات في أنماط الاستهلاك.
وقال سعد رحيم، كبير الاقتصاديين لدى Trafigura، خلال مشاركته في مؤتمر آسيا والمحيط الهادئ للنفط والغاز (APPEC)، الذي تنظمه "إس آند بي جلوبال كوموديتي إنسايتس"، اليوم الإثنين: "لدينا تفاؤل تجاه الطلب في الهند، إذ يُتوقع هذا العام ارتفاع الطلب في الهند مقارنةً بالصين، عند استثناء مراكمة الاحتياطيات الاستراتيجية".
وتُعد الصين والهند أكبر دولتين مستوردتين للنفط في المنطقة، وتشكلان معًا قوتين دافعتين رئيسيتين لنمو الطلب العالمي، بينما يواصل المنتجون والتجار التعامل مع تبعات التحولات الاقتصادية والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة.
وفي حين يقود التوسع الحضري وارتفاع الدخول في الهند زيادة الطلب، تواجه الصين تباطؤًا في نمو استهلاك الخام، باستثناء قطاع البتروكيماويات.
ورغم هذا التباطؤ، فإن إجمالي نمو الاستهلاك في الصين تلقى دعمًا من الزيادة المستمرة في المخزونات التجارية والاستراتيجية، وهو ما ساهم في دعم أسعار النفط العالمية، على الرغم من إعادة تحالف "أوبك+" الطاقة الإنتاجية المتوقفة بوتيرة أسرع، بما في ذلك التخفيف الإضافي لقيود الإنتاج الذي تم الاتفاق عليه خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأوضح فريدريك لاسير، المدير العالمي للبحوث والتحليلات لدى Gunvor Group، أن تخزين نحو 200 ألف برميل يوميًا خلال الأشهر الماضية ساهم في دعم الطلب، مضيفًا أن مراكمة المخزونات تتضح في مواصلة الصين الاستيراد طوال موسم صيانة مصافي التكرير.
وأضاف لاسير: "في الوقت الحالي، ترغب الصين في مواصلة التخزين وزيادة احتياطيات النفط الاستراتيجية، إلا أنه يُستبعد أن تتمكن من مواصلة مراكمة هذه الاحتياطيات على المدى الطويل، وقد تعجز عن استيعاب كل الفائض المرتقب في السوق".
وحذر سعد رحيم من صعوبات محتملة في استيعاب الإمدادات مع بداية العام المقبل، موضحًا أنه رغم تدفق مزيد من الإمدادات إلى السوق، ستتراجع المحفزات الواضحة للطلب العالمي.
وتساءل رحيم: "هل هناك طلب كافٍ لاستيعاب هذا الفائض؟.. نتحدث عن نمو الطلب العام المقبل بأدنى قليلاً من مليون برميل يومياً، وما لم نتحدث عن زيادة هذا الرقم بنحو الضعف في جانب الطلب وحده، فإن توقع ما سيحدث في غاية الصعوبة".