استقرت أسعار النفط العالمية على ارتفاع خلال تعاملات اليوم الإثنين، وسط مخاوف متزايدة من تعطل الإمدادات نتيجة تصاعد الغارات الجوية المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا، فيما ساهم تراجع الدولار في تعزيز الطلب على الخام من قبل المشترين الذين يتعاملون بعملات أخرى.
أسعار النفط العالمية
أنهت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي جلسة التداول مرتفعة بنسبة 1%، أي ما يعادل 67 سنتًا، لتسجل 68.15 دولارًا للبرميل. كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 67 سنتًا، أو ما نسبته 1.1%، لتبلغ 64.68 دولارًا للبرميل، ولم تُسجل تسوية لعقود الخام الأمريكي اليوم بسبب عطلة عيد العمال في الولايات المتحدة، ما انعكس على أحجام التداول لكل من برنت وغرب تكساس.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد جديد على الجبهة الأوكرانية، حيث توعد الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالرد على الهجمات الروسية بطائرات مسيّرة استهدفت منشآت للطاقة في شمال وجنوب البلاد، في وقت أمر فيه بشن ضربات أعمق داخل الأراضي الروسية، وبعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف على اندلاع الحرب، كثّفت موسكو وكييف غاراتهما الجوية خلال الأسابيع الأخيرة، رغم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى إيجاد تسوية.
وعلى صعيد الإمدادات، تواصل الأسواق مراقبة صادرات روسيا النفطية عن كثب، حيث أظهرت بيانات تتبع الناقلات التي استشهد بها محللو بنك ANZ انخفاض الشحنات الأسبوعية من الموانئ الروسية إلى أدنى مستوى لها منذ أربعة أسابيع عند 2.72 مليون برميل يوميًا، ما زاد من المخاوف بشأن استقرار التدفقات.
وفي سياق آخر، يترقب المستثمرون تقرير سوق العمل الأمريكي المنتظر صدوره هذا الأسبوع، باعتباره مؤشرًا رئيسيًا على قوة الاقتصاد ومدى احتمالية خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة، وهو ما عزز مؤخرًا الإقبال على الأصول عالية المخاطر مثل السلع الأساسية.
وفي هذا الإطار، تراجع الدولار اليوم، إلى قرب أدنى مستوى له في خمسة أسابيع، الأمر الذي جعل النفط أقل تكلفة للمشترين من حاملي العملات الأخرى.
كما اتجهت الأنظار نحو الصين، حيث يشارك الرئيس شي جين بينغ مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في قمة إقليمية، تزامنًا مع صدور بيانات أظهرت توسع نشاط التصنيع في أغسطس بأسرع وتيرة خلال خمسة أشهر، ما وفر دعمًا إضافيًا لأسعار النفط والمعادن الصناعية.
ويظل اجتماع تحالف "أوبك+" المقرر في 7 سبتمبر على رأس أولويات المتعاملين، حيث يُتوقع أن يحسم المنتجون قرارهم بشأن الاستمرار في رفع أهداف الإنتاج لما بعد سبتمبر.
وفي هذا السياق، قال المحلل تيم إيفانز في نشرته "إيفانز أون إنرجي" إن التساؤل الأبرز حاليًا يتمثل في ما إذا كان التحالف سيواصل سياسته التوسعية في الإنتاج.
وفي المقابل، رجح محللو بنك "إتش إس بي سي" في مذكرة أن ترتفع مخزونات النفط العالمية في الربع الأخير من 2025 والربع الأول من 2026، بزيادة تُقدّر بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا في الربع الرابع، وهو ما قد يضع ضغوطًا إضافية على الأسعار.
ويأتي ذلك عقب تسجيل كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط أول خسارة شهرية لهما منذ أربعة أشهر في أغسطس، حيث هبطا بأكثر من 6%.
وقال جون إيفانز، المحلل في شركة "PVM"، إن ارتفاع إمدادات أوبك+ وزيادة المخزونات سيجعل المتعاملين في سوق النفط أكثر حذرًا ويكبح حماسهم في المدى القريب.