الملاذ الآمن.. خبير معادن يكشف عن أسباب ارتفاع أسعار الذهب

أكد المهندس سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة "أي صاغة" لتجارة الذهب والمجوهرات، أن الذهب سيظل عبر العصور هو الملاذ الآمن للادخار، مشيرًا إلى أن مكانته محفوظة بفضل استقلاليته وقدرته على مقاومة الاضطرابات الاقتصادية.

وأوضح إمبابي، خلال مداخلة مع الإعلامي سيد علي ببرنامج "حضرة المواطن"، أن الارتفاعات اليومية في أسعار الذهب ليست عشوائية، وإنما ناتجة عن عدة عوامل أساسية مرتبطة بالاقتصاد العالمي. 

وقال: "المستثمر عندما يسمع أخبارًا عن احتمالية خفض الفائدة على الدولار الأمريكي، يقوم على الفور بتحويل استثماراته بعيدًا عن الدولار باتجاه الذهب، وهذا ما حدث بالفعل مؤخرًا مع التلميحات الصادرة من الفيدرالي الأمريكي حول خفض الفائدة، ما تسبب في ضغط صعودي على الذهب".

وأضاف أن السبب الثاني والأكثر أهمية يتمثل في السياسات غير المسبوقة التي اتبعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث شهد العالم لأول مرة هجومًا مباشرًا من رئيس الولايات المتحدة على رئيس الفيدرالي الأمريكي، وهو ما أضعف من صورة استقلالية البنك الفيدرالي أمام المستثمرين، وأدى إلى خروج رؤوس الأموال من الدولار وتوجيهها نحو الذهب.

وأشار إمبابي إلى أن السبب الثالث المستمر في دعم أسعار الذهب يتمثل في التوترات الجيوسياسية حول العالم، والتي تتفاقم يومًا بعد يوم، بدءًا من الحرب الروسية الأوكرانية، مرورًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وصولًا إلى توسع رقعة المواجهات مع اليمن، لافتًا إلى أن هذه الأزمات تعزز مكانة الذهب مقارنةً بالعملات والمعادن الأخرى.

وحول نصيحته للمواطنين بشأن شراء الذهب أو بيعه، قال المدير التنفيذي لمنصة "إي صاغة": "إذا كانت المسألة مرتبطة بالمتاجرة، فالأمر يحتاج إلى دراسة متخصصة وفهم لنقاط القوة والضعف في السوق، لكني أفضل أن أوجه كلامي للمستهلك أو المواطن العادي، الذي يبحث عن وسيلة للحفاظ على قيمة أمواله".

وأوضح أن أسعار الذهب شهدت في شهر أغسطس الماضي فقط ارتفاعًا قدره 170 جنيهًا للجرام خلال 30 يومًا، وهو ما يعكس قوة الذهب كأداة ادخارية، رغم أنه لا يحقق عائدًا شهريًا مباشرًا. وقال: "من يريد الحفاظ على قيمة أمواله فعليه شراء الذهب والادخار فيه، لأننا في ظل الظروف الحالية لا نرى أي مؤشرات على انخفاض الأسعار، بل على العكس، كل من يشتري الذهب الآن سيحقق مكاسب مستقبلية".

وفي ختام حديثه، شدد سعيد إمبابي على أن الذهب سيبقى الملاذ الآمن والأكثر ثباتًا في مواجهة الأزمات الاقتصادية والسياسية العالمية، وأن ارتفاعاته الأخيرة مجرد انعكاس طبيعي لتغيرات عميقة في الأسواق الدولية.