في حوار خاص مع الخبير التقني عبد العزيز الحمادي، ناقشت قناة CNBC عربية أبرز المزايا الجديدة التي قدمتها شركة OpenAI في إصدارها الأحدث من روبوت المحادثة ChatGPT-5، والذي يحمل قفزة نوعية مقارنة بالإصدارات السابقة، خاصة على صعيد الفهم والتسلسل المنطقي وتقليل الهلوسة وتحسين تجربة المستخدم في المحادثات الصوتية.
نقلة نوعية في الأداء
بحسب الحمادي، فإن أبرز ما يميز GPT-5 هو التحسن الكبير في الذاكرة السياقية؛ حيث أصبح بمقدور النظام تذكّر المحادثات السابقة وتحليلها بشكل أعمق ومن ثم تقديم إجابات دقيقة بناءً على سجل تفاعل المستخدم. وأشار إلى أن الانقطاع الذي كان يحصل في الفهم بالسابق أصبح أقل بكثير، ما يمنح المستخدم تجربة أكثر اتساقًا وموثوقية.
ومن المزايا الملفتة أيضًا، تراجع ملحوظ في ظاهرة "الهلوسة" – وهي تقديم معلومات غير دقيقة أو خارج السياق – إضافةً إلى تحسّن واضح في الحفاظ على اللهجة الصوتية خلال المحادثة، إذ بات بإمكان النظام الالتزام بلهجة المستخدم لفترات أطول دون تغيير مفاجئ.
الخصوصية تحت المجهر
ورغم هذه التحسينات التقنية، أثار الحمادي مسألة مهمة تتعلق بـ خصوصية بيانات المستخدمين، مؤكدًا أن GPT-5 أضاف طبقة حماية جديدة تمنع النظام من الضغط على المستخدم لمشاركة معلومات شخصية أكثر من اللازم. لكنه في المقابل نقل تحذيرًا واضحًا من سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، الذي صرح بأن البيانات التي تتم مشاركتها عبر ChatGPT قد لا تكون آمنة تمامًا في حال وُجد طلب قانوني من جهة حكومية، مما يعيد تسليط الضوء على وجود "بوابات خلفية" قد تُفتح عند الضرورة.
السباق نحو الذكاء العام
أما فيما يخص مستقبل الذكاء الاصطناعي، فقد أشار الحمادي إلى أن GPT-5 لا يزال "طفلًا في الروضة" مقارنة بما يعرف بـ الذكاء الاصطناعي العام (AGI) – النظام القادر على محاكاة الذكاء البشري الشامل – مؤكدًا أن الوصول إلى هذه المرحلة ما زال يحتاج إلى عامين تقريبًا بحسب التصريحات الرسمية من OpenAI وشريكتها مايكروسوفت.
وفي ظل ما وصفه بـ"الحرب الطاحنة" بين عمالقة التكنولوجيا مثل مايكروسوفت، جوجل، ميتا، وآبل، يجري التنافس حاليًا على استقطاب أفضل الكفاءات في هذا المجال، حيث أشار إلى أن بعض الشركات دفعت ما يفوق 200 مليون دولار لاستقطاب خبير واحد في الذكاء الاصطناعي، متفوقة على بعض عقود نجوم كرة القدم مثل كريستيانو رونالدو.