في ظل موجة حرائق غابات غير مسبوقة، أمرت السلطات الإسبانية أكثر من 18 ألف شخص في مقاطعة تاراغونا بإقليم كاتالونيا شمال شرق البلاد، بالتزام منازلهم يوم الثلاثاء، مع إجلاء العشرات كإجراء احترازي بعد اندلاع حريق غابات واسع النطاق خرج عن السيطرة، وسط ظروف جوية صعبة.
ووفقًا لوكالة «رويترز»، التهمت الحرائق ما يقرب من 7413 فدانًا من الأراضي المغطاة بالنباتات، بينما تكافح السلطات السيطرة على النيران التي ازدادت شراسة بفعل الرياح القوية والتضاريس الوعرة في المنطقة، مما أعاق عمليات الإطفاء وأجبر السلطات على فرض حالة تأهب قصوى في أجزاء واسعة من البلاد.
وأفادت إدارة مكافحة الحرائق في كاتالونيا بأن فرق الإطفاء تكافح الحريق منذ منتصف الليل، في ظل هبات رياح بلغت سرعتها نحو 90 كيلومترًا في الساعة، مما ساهم في زيادة انتشار النيران وصعوبة السيطرة عليها.
وكانت السلطات قد أعلنت في وقت سابق أن الحرائق اندلعت في ساعة مبكرة من صباح الاثنين في منطقة نائية، مما دفع إلى استدعاء وحدة الطوارئ العسكرية الإسبانية للمشاركة في عمليات الإطفاء إلى جانب أكثر من 300 من رجال الإطفاء المنتشرين في مواقع الحرائق، في محاولة لاحتواء ألسنة اللهب قبل أن تصل إلى المناطق السكنية.
وفي بلدتي شيرتا وألدوفير المجاورتين، عاش السكان ليلة عصيبة وسط حالة من القلق بعد أن اقتربت النيران من منازلهم، حيث ظل العديد منهم في حالة تأهب طوال الليل خشية وصول الحرائق إلى أحيائهم السكنية.
وأكدت السلطات أن جهود الإطفاء نجحت في منع انتشار الحريق إلى الضفة الأخرى من نهر إيبرو، وهي خطوة اعتبرتها ضرورية للحيلولة دون تفاقم الوضع وخروج الحرائق عن السيطرة بشكل أكبر.
يأتي هذا فيما تواصل إسبانيا تسجيل درجات حرارة قياسية، بعد أن شهدت أعلى معدلات حرارة في شهر يونيو منذ بدء تسجيل البيانات، وهو ما ساهم في زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات في أنحاء مختلفة من البلاد.
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات المحلية فتح تحقيق لمعرفة أسباب اندلاع الحرائق، في محاولة لتحديد المسؤوليات والحد من تكرار مثل هذه الكوارث البيئية التي تهدد الغابات والبيئة المحلية، فضلاً عن حياة السكان وممتلكاتهم.
وتعد هذه الحرائق الأحدث في سلسلة حرائق الغابات التي اجتاحت كاتالونيا مؤخرًا، حيث كان شخصان قد لقيا مصرعهما جراء حريق اندلع في الأول من يوليو، في وقت تواصل فيه السلطات العمل على تأمين المناطق المهددة، وسط تحذيرات من استمرار المخاطر خلال الأيام المقبلة بفعل موجات الحر المتتالية التي تزيد من احتمالية اندلاع حرائق جديدة.