في يوم تاريخي، أعلن وزير الصحة البرازيلي عن إطلاق شراكة استراتيجية بين دول البريكس للقضاء على الأمراض المحددة اجتماعيًا، التي تعد من أبرز التحديات الصحية في المناطق الفقيرة والهشة من العالم، تتضمن هذه الأمراض الملاريا، حمى الضنك، السل، فضلاً عن الأمراض الشائعة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والسرطان، والتي تؤثر بشكل أكبر على سكان جنوب العالم.
الشراكة لتعزيز الإنتاج المحلي
وأوضح الوزير، خلال تصريحات نقلتها CNBC Arabia أن هذه الشراكة تتيح تعزيز الإنتاج المحلي للأدوية والمعدات الطبية في البرازيل. على سبيل المثال، تم إعادة إنتاج الأنسولين البشري في البرازيل، وذلك عبر شراكة بين وزارة الصحة وشركة وطنية ومؤسسة عامة برازيلية، بالتعاون مع شركاء من الصين والهند. البرازيل تعمل مع الهند على إنتاج أدوية للسل ومع الصين لتطوير لقاح جدري الماء.
وأضاف أن هذه الشراكة تتيح تحسين الإنتاج المحلي للأدوية والمعدات الطبية، مما يقلل من الاعتماد على مناطق أخرى في العالم التي كانت تسببت في تراجع إمدادات الأدوية أثناء جائحة كورونا. كما ستسهم هذه الشراكة في خلق فرص عمل جديدة وتحفيز الاقتصاد المحلي.
البعد السياسي: دعم منظمة الصحة العالمية
أما على الصعيد السياسي، فالبرازيل ودول البريكس تؤكد دعمها لمنظمة الصحة العالمية والتمويل المستمر لها، في وقت يعاني فيه النظام الدولي من تراجع في الدعم من بعض الدول الكبرى.
وأشار الوزير إلى أن هذا التعاون يعكس التزام دول البريكس بأهمية الصحة والحياة، وأنه لا بد من دعم إنتاج المزيد من اللقاحات والأدوية لتلبية احتياجات الدول النامية.
مشروع تكنولوجيا الطب الذكي
وفي إطار التعاون مع الصين، أشار وزير الصحة إلى أن البرازيل قدمت مشروعًا إلى بنك البريكس لإنشاء معهد تكنولوجي للطب الذكي، والذي يتضمن بناء مستشفى يستخدم أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية. المشروع، الذي حصل على الموافقة من لجنة وزارة التخطيط البرازيلية، سيُمول بقيمة 320 مليون دولار أمريكي من بنك البريكس، وسيشمل تطوير المستشفى ودعم وحدات العناية المركزة في مختلف أنحاء البلاد.
تعاون مشترك مع الصين لتعزيز التكنولوجيا الطبية
الوزير أضاف أن هذه الخطوة تأتي ضمن التعاون القوي بين البرازيل والصين في قطاع الصحة، بعد أن قامت البرازيل بزيارة مستشفيات صينية لدراسة تطبيق التقنيات المتقدمة هناك، ما يعزز من قدرة البرازيل على تبني هذه التكنولوجيا في مستشفياتها المحلية.