أكد أشرف الصافوري، الرئيس التنفيذي للقطاع التجاري بـ «The Land Developers»، أنه مع بداية ظهور فيروس كورونا المستجد في مصر، وتحديدًا مطلع شهر مارس الماضى، انتاب جميع القطاعات الاقتصادية حالة من القلق والخوف، والبعض أعتقد أنها أزمة مصطنعة ومجرد مؤامرة اقتصادية بين أمريكا والصين وستستغرق بعض الوقت وتنتهى، لكن هناك ما يقارب 40% من المستثمرين خاصة فى قطاعى السياحة والمطاعم أدركا منذ البداية خطورة الجائحة على استثماراتهم، وأنه لابد من تغيير خطط شركاتهم واستراتيجياتها المستقبلية، كما أدرك المطورون العقاريون مبكرًا أبعاد الأزمة وحجم تأثيرها المتوقع، خاصة بعد إلغاء معرض «سيتى سكيب» الذى كانت تعول عليه كافة الشركات كثيرًا لتحقيق طفرة كبيرة فى المبيعات، فالجميع كان متفائلًا بـ 2020، وكان يتوقع أن تكون سنة واعدة على مستوى المبيعات بعد حجم الطلب الكبير التى شهده السوق نهاية 2019.
وأضاف أشرف الصافوري، أنه على الرغم من تأثير الأزمات الدولية على السوق العقارى المصرى، فلها شق إيجابى، فعلى سبيل المثال أجبرت أزمة «كوفيد 19» نحو 1.2 مليون وافد على ترك الإمارات العربية المتحدة منهم على الأقل 600 ألف هندى، فى حين فضل العديد من المستثمرين المصريين العائدين من الإمارات ضخ استثماراتهم هنا فى هذه الفترة الحرجة لاقتناعهم بقوة السوق المصرى وفرص نموه الواعدة، هذا إلى جانب اليمنيين والسعوديين الذين فضلوا شراء عقارات مصرية، خاصة فى سوق العاصمة الإدارية التى نجحت الحكومة فى تسويقها بشكل محترف من خلال المعارض الدولية وبات الأجانب والمصريون بالخارج يدركون قيمتها أكثر من المقيمين فى الداخل، ما ساعد فى حدوث طفرة كبيرة بمبيعات شركتنا، خاصة لليمنيين المترددين على مصر، وهو ما دفعنا للتعاقد مع 3 بروكرز يمنيين، إلى جانب واحد سودانى وآخر صينى.
وفيما يتعلق بـ«ذا لاند» على وجه التحديد فقد تأثرت مثلها مثل باقى الشركات العقارية بالأزمة، خاصة فى شهرى أبريل ومايو، لكن تغلبنا على حالة الركود باتباع وسائل تكنولوجية جديدة تسمح لإدارة المبيعات بالتواصل مع العملاء وما ساعدنا فى ذلك أن معظم عملائنا - 60% - إما مصريون مقيمون فى الخارج أو أجانب ما بين أمريكيين وكنديين وصينيين وسعوديين ويمنيين وسودانيين، كما اجتمعنا على مستوى إدارة الشركة وقررنا تغيير المستهدفات البيعية للعام الحالى بمشروع «أرمونيا» لتصبح 700 مليون جنيه بدلًا من 1.7 مليار جنيه، حققنا منها حتى الآن حوالى 65%.
وأشار الرئيس التنفيذى للقطاع التجاري بـ«The Land Developers»، إلى أن سبب إحجام كبار المطورين عن الدخول فى سوق العاصمة الإدارية الجديدة، هو اعتياد هذه الشركات على الحصول على أراضٍ بمساحات شاسعة مقابل أسعار زهيدة، وفقًا لنظام سداد يصل إلى 10 سنوات، ما يجعلها قادرة على تحصيل ثمن الأرض فى أول طرح لها والاعتماد على أموال العملاء فى بناء مشروعات جديدة، وبالتالى أحجمت عن الدخول فى سوق العاصمة الذى يشترط سداد 20% مقدمًا من ثمن الأرض، وهو ما يتعارض مع سياستها القائمة على سرعة تدوير الأموال، وحاليًا تفضل نظام الشراكة مع الدولة، وأعتقد أن الفترة المقبلة سوف تشهد دخول عدد من الشركات الكبيرة العاصمة لتطوير بعض أبراج العاصمة الإدارية التى ستمثل بداية عصر السياحة فى مصر بالشكل العصرى، وأعتقد أيضًا أن سوق العاصمة مختلف عن أى سوق آخر، وللدخول فيه لابد أن يمتلك المطور الملاءة المالية الخاصة به بعيدًا عن جهات التمويل، فعلى سبيل المثال «ذا لاند» لا تتحصل على أى تمويلات بنكية وتعتمد فقط على أموال المساهمين.