حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) من حجم التهديد المتزايد للتلوث البلاستيكي، مشيرًا إلى أنه لم يعد يقتصر على تدمير البيئة فحسب، بل تسلل إلى أجساد البشر، بدءًا من الدماغ والرئة ووصولًا إلى حليب الأم. وجاء ذلك في تقرير حديث صدر بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، كاشفًا أرقامًا صادمة عن حجم التلوث البلاستيكي الذي يهدد صحتنا ومستقبل كوكبنا.
البلاستيك في كل مكان: من قمة إيفرست إلى قاع المحيطات
أوضح التقرير أن التلوث البلاستيكي لم يترك بقعة على الأرض إلا وغزاها، حيث عُثر على جسيمات البلاستيك الدقيقة في أعلى قمة جبل إيفرست، وفي أعمق نقطة بالمحيط، خندق ماريانا. كما أشار إلى أن البلاستيك أصبح جزءًا من أجسامنا، إذ عُثر عليه في دم الإنسان، ورئتيه، وحتى في دماغه وحليب الأمهات.
منذ خمسينيات القرن الماضي، أنتجت البشرية ما يقارب 9.2 مليار طن من البلاستيك، تحول منها حوالي 7 مليارات طن إلى نفايات، ما يعكس حجم الكارثة البيئية التي تتفاقم مع مرور الوقت. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، من المتوقع أن يستهلك العالم حوالي 516 مليون طن من البلاستيك بحلول عام 2025، ما ينذر بتفاقم التلوث إذا لم يتم التدخل الفوري.
حلول عاجلة: من إعادة التدوير إلى الاقتصاد الدائري
في مواجهة هذه الأزمة العالمية، يقترح التقرير سلسلة من الحلول المستدامة، تبدأ بتصميم منتجات قابلة لإعادة الاستخدام والتدوير، وتقليل الاعتماد على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد. كما شدد التقرير على أهمية تبني نموذج الاقتصاد الدائري الشامل، الذي يمكن أن يقلل كمية البلاستيك المتسرب إلى المحيطات بنسبة تصل إلى 80% بحلول عام 2040، ويوفر نحو 70 مليار دولار للحكومات بين عامي 2021 و2040.
معاهدة دولية لإنقاذ الكوكب
ومن المنتظر أن يشهد أغسطس 2025 محطة مفصلية في هذا المسار، إذ من المقرر إقرار معاهدة دولية للحد من التلوث البلاستيكي خلال الدورة الخامسة للجنة التفاوض الحكومية الدولية في جنيف. تهدف هذه المعاهدة إلى معالجة أزمة البلاستيك عبر دورة حياته بالكامل، من التصنيع وحتى التخلص، وسط تأكيد من الخبراء على أنها تشكل خطوة مهمة لوضع حد لهذه الكارثة البيئية والصحية المتفاقمة.
في الختام، يوجه تقرير الأمم المتحدة نداءً عاجلًا للعالم للانتقال من الأقوال إلى الأفعال، واعتماد سياسات وإجراءات حازمة تكفل خفض التلوث البلاستيكي وحماية صحة الإنسان والكوكب على حد سواء.