الدولار يعزز مكاسبه والين يتراجع مع انخفاض حاد في العائدات اليابانية طويلة الأجل
شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الثلاثاء، في حين تعرض الين الياباني لضغوط هبوطية قوية، على خلفية تراجع حاد في عائدات السندات اليابانية طويلة الأجل، وسط أجواء من الارتياح في الأسواق بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأجيل فرض رسوم جمركية إضافية على واردات الاتحاد الأوروبي.
الدولار الأمريكي
في ظل عطلة الأسواق الأمريكية والبريطانية يوم الإثنين الماضي، بقي تأثير الأخبار الصادرة مطلع الأسبوع – والتي تضمنت تأجيل ترامب للرسوم – محدودًا حتى جلسة الثلاثاء، وأشار محللون إلى أن عودة المتداولين البريطانيين ساهمت في تنشيط حركة السوق.
وعلى الرغم من أن هذه التطورات دعمت اليورو خلال جلسة الإثنين، فقد ساهمت أيضًا في تعزيز الدولار، الذي حافظ على استقراره بشكل عام، وارتفع مؤشره بنسبة 0.4% في آخر تعاملات اليوم.
وقال مايكل فيستر، محلل العملات الأجنبية في كومرتس بنك: "أعتقد أن الارتفاع الحالي يعود لتراجع ترامب خلال عطلة نهاية الأسبوع، ومع عودة المملكة المتحدة إلى التداول، نشهد اليوم حركة تعويضية عن تقلبات يوم الجمعة".
وكان الزخم الأكبر للدولار كان مقابل الين الياباني، حيث صعد بنسبة 0.86% ليصل إلى 144.075 ين، عقب انخفاض مفاجئ في عائدات السندات اليابانية طويلة الأجل، ويأتي هذا التراجع بعد تقرير نشرته وكالة رويترز يفيد بأن وزارة المالية اليابانية تدرس تقليص إصدار السندات طويلة الأجل جدًا، في محاولة لتهدئة سوق الديون بعد ارتفاعات متتالية في العائدات.
وعلّق فرانشيسكو بيسول، استراتيجي العملات في بنك ING، على هذه التحركات قائلاً: "خطوة كبيرة، ومن الطبيعي أن تؤثر بشكل مباشر على قيمة الين، ولا يزال الين من العملات القليلة في مجموعة العشرة التي تتحرك بفعل عوامل محلية أكثر من غيرها".
من جهته، صرّح كاتسونوبو كاتو، وزير المالية الياباني، بأن الحكومة تراقب عن كثب تطورات سوق السندات، بينما أشار محافظ بنك اليابان كازو أويدا إلى أهمية توخي الحذر إزاء ارتفاع أسعار المستهلك، ما يُعد إشارة ضمنية إلى استعداد البنك لمواصلة تشديد السياسة النقدية ورفع الفائدة إذا اقتضت الضرورة.
مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب
تشهد أسواق السندات العالمية ارتفاعاً في العائدات، خاصة طويلة الأجل، نتيجة تصاعد القلق بشأن العجز المالي المتزايد في اقتصادات كبرى مثل الولايات المتحدة واليابان، ويواصل المستثمرون متابعة تطورات مشروع قانون ترامب لخفض الضرائب، والذي يثير جدلاً واسعاً في الكونغرس الأميركي.
وقد أقر مجلس النواب الأمريكي نسخة من مشروع القانون الأسبوع الماضي، والذي يُتوقع أن يضيف نحو 3.8 تريليون دولار إلى الدين العام الأمريكي خلال السنوات العشر القادمة، ليصل إلى 36.2 تريليون دولار، وفق تقديرات مكتب الميزانية بالكونغرس.
وصرّح ترامب يوم الأحد أن مشروع القانون سيشهد تعديلات جوهرية أثناء مناقشته في مجلس الشيوخ، مما زاد من حالة الترقب في الأسواق.
وفي مذكرة حديثة، أشار استراتيجيو العملات في سكوتيا بنك إلى أن الاتجاه الهبوطي قصير الأجل للدولار لا يزال قائماً، مدفوعًا بالقلق من تأثير السياسات الجمركية على الاقتصاد الأمريكي، بالإضافة إلى التوترات بين إدارة ترامب ومجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ويُذكر أن الأسواق قد شهدت تراجعًا في شهية المستثمرين تجاه الأصول الأمريكية خلال الأشهر الأخيرة، بسبب السياسات الجمركية المتقلبة وغير المنتظمة التي تنتهجها الإدارة الأمريكية.
وفي أحدث تحرك، تراجع ترامب عن التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي بداية من يونيو، ما أدى إلى ارتفاع اليورو إلى أعلى مستوى له خلال شهر.
أسعار العملات
انخفض اليورو بنسبة 0.33% أمام الدولار ليصل إلى 1.1348 دولار، وتراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.35475 دولار، وصعد الدولار بنسبة 0.7% أمام الفرنك السويسري ليبلغ 0.82660 فرنك.