يعد مشروع محطة الضبعة النووية أول محطة نووية سلمية لتوليد الكهرباء في مصر، حيث يتم بناؤه في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح، بهدف توليد الطاقة الكهربائية بشكل مستدام، وتنويع مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، في إطار خطة الحكومة واستراتيجية التنمية المستدامة في مصر رؤية مصر 2030.
تاريخ إنشاء محطة الضبعة
تعود خطط إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية إلى أواخر سبعينيات القرن الماضي، التي تمثل خطوة استراتيجية نحو بناء مستقبل طاقي آمن ومستدام لمصر، ومرتكزًا أساسيًا في تحولها إلى مركز إقليمي للطاقة في المنطقة.
مكان محطة الضبعة في مصر
يقع موقع الضبعة على الساحل الشمالي الغربي لمصر، على البحر الأبيض المتوسط، وتم اختياره بعناية بعد دراسات امتدت لسنوات لضمان توافر الشروط الفنية والبيئية والجيولوجية.

عدد الوحدات النووية في محطة الضبعة
ويجري العمل على بناء أربع وحدات نووية من مفاعلات الماء المضغوط من طراز VVER-1200 الروسي (AES-2006)، بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة، وهي من الجيل الثالث المطور وتُعد من أكثر التصميمات استخدامًا عالميًا، لما توفره من أمان وموثوقية عالية، متوافقة مع المعايير الدولية لما بعد كارثة فوكوشيما.
تتولى هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء (NPPA) مسؤولية الإشراف على المشروع بصفتها المالك والمشغل، في حين تقود مؤسسة روساتوم الروسية عمليات التصميم والإنشاء والتوريد والتشغيل من خلال سلسلة من العقود تشمل الهندسة والتوريد والبناء (EPC) وتوريد الوقود النووي، ودعم التشغيل والتعامل مع الوقود المستهلك.
مراحل محطة الضبعة
المرحلة التحضيرية انطلقت في ديسمبر 2017، وتشمل إعداد الموقع وتستمر حتى أربع سنوات.
مرحلة البناء تبدأ بعد إصدار إذن الإنشاء وتشمل أعمال التشييد والتدريب، وتستغرق حوالي خمس سنوات ونصف.
مرحلة التشغيل تبدأ بالحصول على إذن اختبارات ما قبل التشغيل وتستمر حتى التسليم المبدئي، وتمتد لنحو 11 شهرًا.
مصادر الطاقة في محطة الضبعة
ويمثل المشروع ركيزة أساسية لتحقيق التنوع في مصادر الطاقة، وتقليل الاعتماد على الموارد غير المتجددة كالبترول والغاز، كما يوفر مصدرًا نظيفًا منخفض الكربون لتوليد الكهرباء بصورة مستقرة، ما يساهم في جهود مكافحة تغير المناخ.
بالإضافة إلى ذلك يسهم المشروع في تحفيز الاقتصاد المحلي من خلال رفع جودة الصناعات الوطنية، واستحداث فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، حيث يُشترط أن تتجاوز نسبة المشاركة المحلية 35% في الوحدة الرابعة.
تكلفة إنشاء محطة الضبعة
تصل تكلفة إنشاء محطة الضبعة لـ 28.5 مليار دولار تتضمن المحطة 4 مفاعلات نووية من الجيل الثالث المطور والذى يتميز بارتفاع معدلات الأمان وبساطة التصميم وانخفاض التكاليف.
معايير تشغيل محطة الضبعة
تعمل محطة الضبعة طبقا لمعايير أمان صارمة على صعيدى البيئة والأمان النووي، حيث تم تصميمها لتقاوم خطأ المشغل البشرى مع إنشاء وعاء الاحتواء الخرسانى ليتحمل اصطدام طائرة تجارية بوزن 400 طن وبسرعة 150 متر/الثانية.
إنشاء مدينة سكنية متكاملة لأهالى الضبعة
يجرى حاليا إنشاء مدينة سكنية متكاملة لأهالى الضبعة، حيث تم تحديد موقعها طبقا لمواصفات الأمان للمفاعلات النووية، وتشمل 1500 منزل بدوى كل منهم بمساحة 300 م ومنشآت إدارية وخدمية، بالإضافة إلى تجمع سكنى للعاملين بالمحطة يشمل 2050 وحدة سكنية متنوعة.
أخر مستجدت محطة الضبعة
نجحت مصر في تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية بالانتهاء من الصبة الخرسانية للمرحلة الثانية من المستوى الثاني، وذلك قبل الموعد المحدد بالجدول الزمني للمشروع.
ويُعتبر وعاء الاحتواء الداخلي من الهياكل الحيوية للمفاعل النووي، وهو عبارة عن هيكل أسطواني ضخم يضم بداخله المفاعل والمعدات المرتبطة بالدائرة الأولية للمحطة. ويتألف المستوى الثاني من هذا الوعاء من 12 شريحة مُسبقة الصنع تم تصنيعها في موقع المحطة، بطول يصل إلى 12 مترًا وارتفاع 14 مترًا، وبوزن يتراوح بين 60 و90 طنًا لكل شريحة.
وأكد شريف حلمي، رئيس مجلس إدارة هيئة المحطات النووية، أن المشروع يسير بخطى ثابتة وفق الجداول الزمنية المعتمدة، مشيدًا بدقة التخطيط وكفاءة التنفيذ التي حققها فريق العمل المصري والروسي. وأضاف أن هذا الإنجاز يعكس التزام المشروع بأعلى المعايير الفنية العالمية، ويُبرز التعاون المثمر مع المقاول العام الروسي شركة "آتوم ستروي إكسبورت".
من جهته، أعرب أليكسي كونونينكو، نائب رئيس شركة "آتوم ستروي إكسبورت" ومدير المشروع، عن فخره بتحقيق هذا الإنجاز قبل الموعد بفضل التعاون الوثيق والكفاءة العالية للكوادر الفنية، موضحًا أن ارتفاع المستوى الثاني من وعاء الاحتواء الداخلي وصل إلى +20.150 مترًا، مع خطة لإتمام المستوى الثالث بحلول نهاية العام الجاري.