النفط على مفترق طرق.. روسيا ملتزمة والأسواق متشائمة


السبت 23 اغسطس 2025 | 05:47 مساءً
أسعار النفط العالمية
أسعار النفط العالمية
محمد فهمي

قالت ريبيكا بيبن خبيرة الطاقة، إن الأسواق العالمية للنفط تسعر في الوقت الراهن احتمالية رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على روسيا، لكنها لا تتوقع زيادة كبيرة في إنتاج النفط الروسي حتى في حال حدوث تسوية سياسية في الحرب الأوكرانية.

وفي مقابلة مع قناة الشرق بلومبرج، أوضحت بيبن أن رفع العقوبات المحتمل، إلى جانب إلغاء السقف السعري على النفط الروسي، سيُحسّن من تكاليف الشحن والتأمين، ما يتيح لموسكو توسيع قاعدة عملائها. لكنها أكدت أن روسيا ما زالت ملتزمة باتفاقياتها مع تحالف أوبك+، وبالتالي من غير المرجح أن تزيد إنتاجها في المدى القريب.

وأضافت بيبن أن الأسواق تركز حاليًا على صورة الاقتصاد العالمي ككل، مشيرة إلى أن التوقعات تشير إلى ضعف في الطلب العالمي على النفط خلال النصف الثاني من العام، وهو ما ينعكس على قرارات المستثمرين الذين يقلّلون من انكشافاتهم في أسواق الطاقة.

وفيما يتعلق بتقديرات الطلب، أشارت بيبن إلى أن وكالة الطاقة الدولية تميل إلى التشاؤم المفرط في توقعاتها، بينما أوبك بلس قد تكون متفائلة بشكل مفرط، مؤكدة أن "الحقيقة غالبًا ما تكون في المنتصف". وقدّرت نمو الطلب في النصف الثاني من 2025 بنحو 600 إلى 700 ألف برميل يوميًا، وهو ما يقل عن النمو المسجّل في النصف الأول، والذي بلغ مليون برميل يوميًا.

وبالنسبة لفائض المعروض، تتوقع بيبن أن يتراوح بين 500 إلى 700 ألف برميل يوميًا، مستبعدة السيناريوهات المتشائمة التي تقدر الفائض بأكثر من مليون برميل. وأوضحت أن السحب من المخزونات التجارية قد يساعد في تقليص هذا الفائض، مما يبقي الأسعار ضمن نطاق يتراوح بين 65 إلى 75 دولارًا لبرميل برنت، و60 إلى 70 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط (WTI).

وأشارت أيضًا إلى أن معنويات السوق السلبية والضبابية المحيطة بتوقعات الطلب، إلى جانب التعريفات والبيئة الجيوسياسية، هي ما يدفع المستثمرين إلى بيع موجات الصعود (Sell the Rally) بدلًا من الشراء عند الانخفاضات، مضيفة أن "الأساسيات ليست دائمًا العامل الحاسم في سوق الخام، بل المعنويات تلعب دورًا أكبر أحيانًا".

واختتمت بيبن بالقول: "رغم أن العوامل الأساسية ليست سلبية بشكل مفرط، إلا أن حالة عدم اليقين هي التي تحكم السوق حاليًا وتدفعها نحو الحذر."