أعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إحياء أحد أضخم مشاريع الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة، بعد شهر من تجميده لأسباب بيئية.
من جانبها، أعلنت شركة إكوينور Equinor النرويجية السماح لها باستئناف أعمال البناء في مشروع «إمباير ويند» قبالة سواحل نيويورك، والذي تبلغ تكلفته 5 مليارات دولار ويُتوقع أن يُغذي نصف مليون منزل بالكهرباء النظيفة عند اكتماله.
حصل المشروع، الذي بدأ العمل عليه في 2017 خلال ولاية ترامب الأولى، على الموافقات الرسمية عام 2023 في عهد الرئيس السابق جو بايدن.
لكن في أبريل الماضي، قررت وزارة الداخلية بقيادة دوغ بورغوم إيقافه، مشيرة إلى قصور في التقييم البيئي، وفقاً لتقرير داخلي صادر عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.
فاجأ القرار قطاع الطاقة المتجددة، خصوصاً أن إكوينور كانت تخسر 50 مليون دولار أسبوعياً خلال فترة التوقف لتأمين استمرارية المشروع.
شكرت الشركة الرئيس ترامب ورئيسة وزراء النرويج يوناس غار ستوره على دعمهما، إضافة إلى حاكمة نيويورك كاثي هوشول التي مارست ضغوطاً لإعادة المشروع إلى مساره.
تبلغ قدرة مشروع «إمباير ويند» 810 ميغاواط، وهو الآن مكتمل بنسبة 30 في المئة، ويُخطط للبدء بتركيبه في البحر عام 2025 على أن يبدأ التشغيل التجاري في 2027، باستخدام توربينات من شركة فيستاس Vestas الدنماركية.
تمثل عودة المشروع دفعة قوية لصناعة الرياح البحرية في أمريكا، التي تضم حالياً أربع مزارع تشغيلية وثلاثة مشاريع قيد الإنشاء، من بينها «صن رايز ويند» و«ريفولوشن ويند» التابعتان لشركة أورستد الدنماركية، بالإضافة إلى مشروع «كوستال فيرجينيا» المملوك لشركة Dominion Energy دومينيون إنرجي.
ورغم أن ترامب يُروّج لما يسميه «هيمنة الطاقة الأمريكية»، فإن الرياح لا تدخل ضمن استراتيجيته، إذ وصفها سابقاً بأنها «باهظة، قبيحة، وتضر بالحياة البرية».
ومع ذلك، فإن التراجع الأخير في موقف الإدارة يُشير إلى إدراك سياسي بأن تجميد مشاريع ضخمة مرخّصة وممولة قد يُفقد الولايات المتحدة جاذبيتها الاستثمارية في قطاع الطاقة المستقبلية.