مشروع تطوير منطقة التجلي الأعظم بسانت كاترين تعد النواة الأولي للانطلاقة الجديدة لمنطقة سيناء لما لها من مكانة دينية وسياحية وعلاجية على مستوي العالم، وهذا ما جعل الحكومة المصرية تضع تصورًا كاملًا لتطوير المنطقة ووضعها على خريطة السياحة العالمية، خاصة وأن هذه المشروعات تأتي ضمن رؤية الدولة المصرية 2030، حيث إن منطقة سانت كاترين من المناطق التي تضم مواقع سياحية متنوعة ومتعددة بل وأصبحت أقوى المقاصد السياحية نتيجة للعديد من العوامل البيئية والسياحية، هذا بالتوازي مع قيام الدولة بتطوير مناطق شرم الشيخ ونويبع وطابا.
وأكدت مصادر رفيعة المستوي بعد تفقدها للمشروع الأسبوع الماضي للوقوف على أحدث مستجدات عمليات التطوير أنه من المتوقع أن يتم افتتاح المرحلة الأولي من مشروع التجلي الأعظم بالتزامن مع الاحتفال بعيد تحرير سيناء نهاية إبريل المقبل، وذلك عبد أن يتم الانتهاء من تطوير أكثر من 14 مشروعًا سياحيًا متنوعًا مقامة على مساحة 2 كيلو متر مربع.
وأضافت المصادر أنه بالنسبة لتفاصيل المشروعات الجاري تنفيذها بالمنطقة تتضمن إقامة فنادق تحاكى طبيعة المكان وتتناسب مع التراث البيئي للمنطقة، بجانب تطوير المشروعات السياحية القائمة، وتقوم وزارة الإسكان حاليًا بالتفاوض مع مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في إدارة مثل تلك المشروعات، كونها مشروعات تعتمد بشكل أساسي على السياحة الروحانية والعلاجية.
وذكر ت أن للقطاع الخاص دور كبير في هذه المنطقة يتضمن إدارة وتشغيل تلك المشروعات، ولكن تحتاج هذه المشروعات لنوعية خاصة من المستثمرين، وهذا يتماشى مع طبيعة الأنشطة المقامة، موضحة أن اللجنة المشكلة لتطوير منطقة سانت كاترين والتي تضم عدد من الجهات بجانب شركة مصر سيناء للاستثمار والسياحة تلقت أكثر من 8 عروض من شركات وتحالفات عالمية بجانب مجموعة من العروض المحلية، وتقوم حاليًا بالمفاضلة بينهما تمهيدًا لإسناد بعض المشروعات على الشركات الفائزة وفقًا للضوابط الخاصة باليونسكو، تتضمن العروض المقدمة طرق التشغيل والإدارة وعقود الاستثمار وطبيعة العائد الاستثماري.
وتابع: العروض المقدمة من الشركات العالمية أبرزها ماريوت وستيجنبرجر لإدارة المنشآت الفندقية إلا أن عرض ماريوت هو الأقوى حتى الآن، أما العروض المحلية فكان أهمها وأوراسكوم لإدارة المشروعات الفندقية، معربًا عن استهداف الحكومة طرح مجموعة من الفرص الاستثمارية وفقًا لشروط محددة أهمها المشروعات التي لا تعتمد على الكثافة، سواء مشروعات للسياحة العلاجية أو الروحانية، وهو ما يجعل عملية الطرح تستهدف فئة محددة من المستثمرين سواء لإقامة فنادق أو ترفيهية أو علاجية وفقًا للشروط.
وبشأن الطرق الجاري تنفيذها بالمنطقة أكد أنها تعتمد على الأحجار والرخام الذي يتناسب مع الطبيعة البيئة للمنطقة مع الاعتماد على الأشجار المثمرة للمنتجات الطبية كالزيتون وبعض النباتات الأخرى، مؤكدًا أن المشروعات الجاري تطويرها تتضمن تنفيذ حيًا سكنيًا بارتفاعات لا تزيد على طابقين أي 6 أمتار بمنطقة الزيتون وفقًا لاشتراطات وزارة الإسكان، الذي يبعد عن دير سانت كاترين نحو 750 مترًا، ويتم استخدام الواجهات الحجرية في الفنادق التي سيتم تنفيذها.
وفيما يتعلق بموقع المشروعات الجاري تنفيذها من وادي الأربعين وحتى وادي الإسباعية، قال إن الجزء الجاري تطويره يقع بين تلال جبلية، يضم مركزًا للزوار وفندقًا جبليًا يعد امتدادًا لفندق وادي الراحة، وأيضًا منطقة تجارية خدمية تضم ناديًا اجتماعيًا وسوقًا تراثيًا، فضلًا عن تطوير مجموعة من الشاليهات القائمة وإقامة مجموعة جديدة، لتتناسب مع السياحة المستهدفة بعد أن أصبح مطار سانت كاترين مطارًا دوليًا.
وصرح بأن سانت كاترين تتضمن منطقة سكنية للبدو مقامة على 60 فدانًا، كما تم نقل مجلس المدينة القديم ليتم إقامة مشروع استشفائي بديلًا عنه، على أن يتم تنفيذ مجلس المدينة بموقع أخر، كما سيقام مركز المدينة التراثي ومتحف السلام ووادي الدير على مساحة 200 فدان تقريبًا، على أن يتم إقامة منطقة استثمارية من 300 فدانًا تضم أكبر واحة لزراعة الزيتون بمصر، أما منطقة الفنادق والتي تقام على مساحة 250 فدانًا تقريبًا، لتصل تكلفة المرحلة الحالية الجاري تطويرها قرابة الـ 10 مليارات جنيه، ومن المتوقع أن تتولي الحكومة إدارة المشروعات الدينية نظرًا لتاريخها المرتبط بمسار العائلة المقدسة.
الجدير بالذكر أن هذه التصريحات جاءت بعد زيارة وزير الإسكان الأسبوع الماضي وعقده لقاء مع مسئولي شركات المقاولات من أجل الوقوف على مستجدات الأعمال والتأكيد علي زيادة معدلات التنفيذ، بعد أن تابع البرامج الزمنية التفصيلية الخاصة بكل شركة للانتهاء من مختلف مكونات المشروع، حيث شدد الوزير علي إعداد تقرير أسبوعي عن خطط العمل بعد أن تم رصد تأخر معدلات التنفيذ الخاصة بالفندق الجبلي، وتأخر في أعمال التشطيبات الداخلية، بجانب تأخر الأعمال بالنزل البيئي عن الأداء المطلوب بجانب تكثيف العمل بالمسجد بالبلدة التراثية والانتهاء من الأعمال بمنطقة حي الزيتونة.